نبوءته صلى الله عليه وسلم عن شهادة علي كرم الله وجهه
 

أخرج الحميدي في مسنده فقال: حدثنا سفيان ثنا عبد الملك بن أعين سمعه من أبي حرب أبي الأسود الديلي يحدثه عن أبيه قال: سمعت عليا يقول: أتاني عبد الله بن سلام وقد أدخلت رجلي في الغرز فقال لي أين تريد فقلت العراق فقال: أما إنك إن جئتها ليصبك بها ذباب السيف فقال: على وأيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله يقوله.

 

* درجة الحديث:

الحديث صحيح: صححه الحاكم والذهبي وأشار إلى صحته الهيثمي كما ذكرت في تخريج الحديث.

 

* تحقق النبوءة:

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد استشهد علي كرم الله وجهه بالعراق حين أصابه ذباب سيف الشقي عبد الرحمن بن ملجم سنة أربعين من الهجرة وتفصيل ذلك أنه انتدب ثلاثة نفر من الخوارج عبد الرحمن بن ملجم وهو من حمير والبرك بن عبد الله التميمي وعمرو بن بكير فاجتمعوا بمكة وتعاهدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة علي بن أبي طالب ومعاوية ابن أبي سفيان وعمرو بن العاص ويريحون العباد منهم فقال عبد الرحمن بن ملجم أنا لكم بعلي وقال البرك أنا لكم بمعاوية وقال عمرو بن بكير أنا أكفيكم عمرو بن العاص فاتعدوا بينهم ليلة سبع عشرة من شهرة رمضان.

فقدم عبد الرحمن بن ملجم الكوفة فلقي أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريد ولقي عبد الرحمن شبيب بن بجرة الأشجعي فأعلمه ما يريد ودعاه إلى أن يكون معه فأجابه إلى ذلك فلما كانت الليلة التي عزم فيها أن يقتل عليا في صبيحتها أخذا أسيافها ثم جاءا حتى جلسا مقابل السدة التي يخرج منها علي كرم الله وجهه فلما كان الفجر خرج علي رضي الله عنه من الباب ونادى أيها الناس الصلاة الصلاة فبدره شبيب بسيفه فأخطأه وضربه عبد الرحمن بن ملجم على رأسه فقال علي رضي الله عنه فزت ورب الكعبة لا يفوتنكم الكلب فأما شبيب فأفلت وأخذ عبد الرحمن بن ملجم فأدخل على عليٍّ كرم الله وجهه فقال: أطيبوا طعامه وألينوا فراشه فإن أعش فأنا أولى بدمه عفوا وقصاصا وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين.

 

  • المصدر:

- نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام: ما تحقق منها وما يتحقق.