هل هناك علاقة بين طول فترة النوم والصحة العامة، وحتى يكون كلامنا علمي فسوف نستند الى احد الدراسات، فعلى الرغم من أن النوم كان ينسب إليه الفضل في إعادة الصحة والقوة إلى المرء منذ أقدم الأزمنة، إلا أن هذا الزعم لم يكد يتعرض للفحص العلمي المنهجي.
دراسات حول النوم والصحة
ومنذ وقت ليس ببعيد نشر طبيب الأمراض العقلية الأمريكي دان كريبكه ( Dan Kripke ) وأعوانه بعض النتائج المتصلة بهذه المسألة. والحجة أو البرهان الذي يستندون إليه مستمد من دراسة لأكثر من مليون شخص من الراشدين الكبار ممن تجاوزت أعمارهم الثلاثين عاما، ودراسة أجرتها جمعية السرطان الأمريكية في سنتي 1959 – 1960 . وعلى الرغم من أن البحث لم يكن يتصل في أساسه بالنوم، إلا أنها تضمنت أسئلة عن طول فترة النوم، وعن استخدام أقراص النوم، وعن اضطرابات النوم المحتملة.
وبعد مرور ست سنوات من إجراء هذا المسح أجريت دراسة ثانية لتحديد أعداد الناس ممن شملهم المسح الذين ماتوا وأسباب موتهم. وقد تم الكشف عن علاقة مذهلة فيما بين طول فترة النوم ومعدل الوفيات وكان أدنى معدل للوفيات ينتشر بين الناس الذين تقع فترة نومهم بين سبع ساعات وثماني ساعات كل ليلة، ثم إن هذا المعدل كان يزداد ويرتفع ارتفاعا ذا دلالة عند من تزيد أو تنقص ساعات نومهم عن ذلك. (ومعدل الوفيات هو النسبة فيما بين العدد الحقيقي للوفيات التي تحدث أو تقع من ناحية وبين أعداد الوفيات المتوقعة إحصائيا عند كافة الناس في ناحية أخرى). وفي الشكل نعبر عن النتائج على هيئة النسبة إلى الفئة ذات أدنى معدل واثبتت الدراسة أن معدلات الوفيات أدنى معدل للوفيات نجده عند الناس الذين تمتد فترة نومهم فيما بين سبع ساعات وثمانية، ثم يزداد المعدل بالتدريج في الفترات الأقصر والفترات الأطول.
قصر طول فترة النوم والوفيات
بيان للوفيات (أي الناس الذين يتراوح طول فترة نومهم فيما بين سبع ساعات وثمانية). كان معدل الوفيات أكبر مرة ونصف أو مرتين فيما بين الناس من أصحاب فترات النوم الطويلة إلى درجة كبيرة (أكثر من عشر ساعات)، كما كان معدل الوفيات أكبر .رتين ونصف تقريبا عند أصحاب فترات النوم القصيرة إلى درجة كبيرة (أي أقل من أربع ساعات)، وذلك بالقياس إلى مجموعة الناس الذين يقضون في النوم سبع ساعات أو ثمانية. وقد يرغب القارئ الآن أن يتعرف على أسباب الموت في المجموعات ذات معدلات الوفيات العالية. الجواب المذهل: كل أسباب الموت تقريبا كانت أكثر انتشارا. كان أصحاب فترات النوم القصيرة والطويلة على السواء يموتون بمعدلات أكبر بسبب أمراض القلب، السرطان، والانتحار. كذلك لابد أن نذكر هنا بالمناسبة إن معدلات الوفيات بين من يتعاطون أقراص النوم بكثرة كانت ضعف معدل الوفيات عند من لا يتناولون أي دواء يساعدهم على النوم.
النوم الصحي والأحلام
وهناك علاقة بين طول فترة النوم ورؤية الأحلام فكلما كان نومك قصير كلما قلت فرصة رؤية الأحلام في منامك وممكن ان يتم الأستفادة من موقع تفسير الأحلام (tafsir al ahlam) الذى يقدم تفسير الاحلام مجانا لمعرفة معنى ما ترى، أما بالنسبة للدراسات التى تمت على النوم فالظاهر كما بينت دراسة أخرى أن الناس الذين ينامون فترة تقل عن سبع ساعات أو تزيد على ثماني ساعات لا يمكن أن يقال عنهم أنهم يعيشون حياة أقل التزاماَ بمبادئ الصحة العامة ( بمعنى أنهم يكثرون فيها من التدخين وتناول المشروبات الروحية، أو يكونون أكثر سمنة وزيادة في الوزن، أو تقل ممارستهم للتدريبات الرياضية) عن نظرائهم الذين ينامون سبع ساعات أو ثمانية. ولكن التفسيرالمحتمل والذي لا يمكن استبعاده هو أن العوامل الخارجية (من قبيل الأزمات والشدائد أو نوبات العمل الليلية) والعوامل الداخلية (ويقصد بها المراحل المبدئية من المرض) تؤثر في النوم وبذلك تؤدي إلى زيادة في معدل الوفيات. فليس من الضروري إذن أن تكون هناك علاقة سببية بين طول فترة النوم ومعدلات الوفيات. لكنه ليس من الواضح، مع ذلك، السبب في أن تؤدى العوامل الخارجية والداخلية إلى أثار أو نتائج متناقضة أو متعارضة-وهي على التحديد قصر فترة النوم أو طولها. ولا يزال من المحتمل أن النوم يحدث تأثيرا مفيدا في صحة الجسم وفي الصحة النفسية للفرد على السواء، وأن هذا التأثير لا يزال غير معروف على التحديد، وكل ما تكشف عنه النتائج هو أن الإكثار من النوم إلى حد كبير والإقلال منه إلى حد كبير كلاهما ضار بالصحة.