هل كلمة جهنم ممنوعة من الصرف
جهنَّمُ: اسمٌ للنارِ التي يُعذِّبُ اللهُ بها مَنْ شاءَ من عباده المذنبين والكافرين.
وقد وردت في القرآن سبعاً وسبعين مرة، في سورٍ مكية ومدنية.
واختلف العلماءُ فيها، فقال بعضهم: هي اسم علم أعجمي، ليست عربيةً مشتقة، وليس لها معنى في العربية، وأُطلقت اسماً للنار. وقال آخرون: بل هي كلمةٌ عربيةٌ مشتقَّة، جذْرُها الثلاثي (جَهْمَ).
قال عنها الجواليقيُّ في (المعَرَّب): (قال ابن الأنباري: في جهنّمَ قولان:
قال يونس بن حبيب وأكثر النحويين: جهنمُ اسمٌ للنار التي يُعذِّبُ اللهُ بها في الآخرة. وهي أعجمية، لا تُجْرى [ممنوعة من الصرف] للعلمية والعُجمة.
وقيل: هي عربية، ولم تُجْرَ [ممنوعة من الصرف] للعلمية والتأنيث. وحُكِيَ عن (رُؤْبَةَ) أنه قال: رَكِيَّةٌ جِهِنَّام، أي: بَعيدةُ القَعْر).
وأورد ابن منظور في (لسان العرب) الاختلاف في جهنّم، هل هي أعجميَّةٌ أم عربية مشتقة، وخلاصة ما قال حول ذلك: (الجِهِنّامُ: القَعْرُ البعيد. وبئرٌ جهنم: بعيدةُ القعر.. و به سُميتْ جهنمُ لبُعْدِ قعْرِها.
لماذا جهنم ممنوعة من الصرف
وقال الجوهري: جهنمُ من أسماء النار التي يُعذِّبُ الله بها عباده. ولا يُجرى للمعرفة والتأنيث. ويقال: هو فارسيٌّ مُعَرَّب.
وقال الأزهري: في جهنم قولان: قيل: هي أعجمية، لا تُجرى للتعريف و العُجمة. وقيل:جهنم اسمٌ عربي، سُميت نارُ الآخرةِ به لبُعْدِ قَعْرِها، وإنما لم تُجْرَ لثِقَلِ التعريف وثِقَلِ التأنيث. وقيل: هو تعريبُ كلمة (كِهِنّام) بالعبرانية.
وقال ابن خالويه: بئرٌ جِهِنَّام: للبعيدة القَعْر، ومنه سُميتْ جهنم. فهذا يدلُّ على أنّها عربية).
وذكر السمينُ الحلبيُّ في (عمدة الحفاظ) الاختلاف في(جهنم) فقال: (جهنم: أعاذَنا اللهُ منها: اسمٌ لنارِ اللهِ الموقدة.
قال بعضهم: هي فارسيةٌ معَرَّبة، وأصلها (جِهِنّام)، وأكثر النحويين على ذلك، كما نقله الراغب، فعلى هذا مُنِعَ صرفُها للعلمية. وماقاله غير مشهور في النقل، بل المشهور عندهم أنّها عربية، وأنَّ مَنْعَها للعلمية والتأنيث.
وحكى قطرب عن رُؤْبَة: ركيَّةٌ جِهِنَّام، أي بعيدةُ القعر. واشتقاقُ جهنم من ذلك لبُعْدِ قعْرِها).
جهنم ممنوع من الصرف
من هذه الأقوال يتبين اختلاف العلماء في (جهنم):
فقال بعضهم: هي كلمةٌ عربيةٌ مشتقةٌ من (جَهْنَمَ) الرباعي، على وزن (فَعْلَلَ)، وهو ما كان بعيد القعْر، وسُميت جهنمُ بهذا الاسم لبُعدِ قعرِها. وهي ممنوعةٌ من الصرف للعلمية والتأنيث.
وقال أكثر النحويين: هي كلمةٌ أعجمية، ليس لها مادة اشتقاق، ولا معنى في العربية، وأطلقت اسماً على نار اللهِ الموقدة التي يُعذِّبُ اللهُ بها من يشاء. وهي ممنوعة من الصرف للعلمية والعُجمة.
ولكلِّ فريقٍ حجَّته اللغوية، ومع أنَّ القول بعربيتها واشتقاقها ليس بعيداً، إلا أننا مع الفريق القائل بأعجميتها، ولهذا ذكرناها ضمن (الأسماء الأعجمية في القرآن) والله أعلم.
وقد وردت (جهنمُ) سبعاً وسبعين مرةً في القرآن: في سور: البقرة، وآل عمران، والنساء، والأعراف، والأنفال، والتوبة، وهود، والرعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل، والإسراء، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، والمؤمنون، والفرقان، والعنكبوت، والسجدة، وفاطر، ويس، وص، والزمر، وغافر، والزخرف، والجاثية، والفتح، وق، والطور، والرحمن، والمجادلة، والتحريم، والملك،و الجن، والنبأ، والبروج، والفجر، والبينة.
والسور التسع والثلاثون التي وردت فيها، شملت القرآن المكيَّ والقرآن المدني، كما أنّها شملت مختلف السور الطوال إلى السور القصار.
* * *
* أهم المصادر والمراجع:
- – معجم الأدوات: راجي الأسمر.
- – وانظر: لسان العرب: الإمام ابن منظور.
- – وانظر: الإتقان في علوم القرآن: الإمام السيوطي.
- – وانظر: معجم حروف المعاني: محمد حسن الشريف.
- – وانظر: جواهر الأدب: أحمد الهاشمي.
- – وانظر: معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم: إسماعيل عمايرة وعبدالحميد السيد