منبع المشاكي من أهم المواقع السياحية في الجزائر وهي بأعالي بلدية سلمى بن زيادة التابعة لواحدة من أكثر ولايات الجزائر روعة و هدوء، و على بعد 900 متر من الطريق العام في سفح الجبل يقع المنبع الظاهرة، يسمّيه العامة بمنبع المشاكي أيّ شكاوي جمع شكوى باللهجة المحلية و ذلك اعتقادا منهم أن للمنبع قوى خارقة في شفاء الأسقام و تحقيق الأحلام، فهم يشكونه أعراضهم، بطبيعة الحال هذا اعتقاد خاطئ لأن الشافي هو الله وحده.
جريان مياه منبع المشاكي
إعتقادهم ذاك لم يأتي هكذا وفقط، فالمنبع عبارة عن ظاهرة طبيعية فريدة من نوعها، حيث يكون جافّا و يبقى كذلك لمدة ساعة إلاّ ربع تقريبًا ولم يستطع احد فهم هذا اللغز، و فجأة يسمع دويّ المياه و هي تصعد من باطن الأرض، في البداية تسيل المياه من فوهة المنبع ببطء و تزداد غزارتها شيئا فشيئا ثم تبدأ العملية العكسية حتى تتوقف المياه عن السيلان تماماً، مدة السيلان لا تزيد في غالب الأحيان عن عشرين دقيقة، تتكرّر هذه الظاهرة طوال أيام السنة، مياه المنبع باردة جدّا لا يمكن تحمّلها لأكثر من بضع ثوان.
على العموم هذا هو نشاط المنبــــع في العادة، إلاّ أنه هناك استثناء و هي ظاهرة طبيعيـــــة غريبة تحدث بعين المكــــان، فهناك من تأبي المياه السيلان في حضرته و لو بقي ينتظر هناك الساعات و الساعات الطّوال، في حين هناك من و بمجرّد وقوفه تحت مصبّ المنبع حتى تنهمر المياه متدفقةً من فوق رأسه، أما أكثر الحالات غرابة هو إصابة بعضهم بهيستريا غريبة عند ملامستهم لمياه المنيع حيث يصرعون بعدها مباشرة.
ضرب الامثال ومياه المنبع
لهذه الأسباب و ربما لغيرها يعتقد أهل المنطقة ما ذكرته في أوّل هذا المقال، الطّريف هو انتشار مثل شعبي بين سكان الضاحية حيث يقولون ” فلان كالمشاكي، تارة يرضى عنك و أخرى يدير لك وجهه” . المنطقة سياحية بامتياز، طبيعة عذراء حيث تحلو السباحة في مياه الغدير المجاور، في انتظار إيجاد تفسير لما يحدث بهذا المنبع الظاهرة.