البنت زي الولد” شعار رفعته جامعيات بعد أن طرحت شركة “توتال للمواد البترولية”، فكرة مشاركتهن في العمل اليومي لديها. لتغير الشركة والفتيات موروثا ذكوريا مقيتا اتبعته دول الشرق بتعاليمه و تقاليده العنصرية المعروفة .
فالمهن التي كانت تصلح للرجال لا تصلح للسيدات، وكان المثال السائد يبقى “الراجل راجل والست ست”، لكن أصبح الآن يُرفع شعار ”البنت زي الولد”، والمرأة نصف المجتمع، بل المجتمع كله، وأصبحت المرأة تحتل مناصب مهمة وبإمكانها أن تكون رئيسة وزراء أو حتى رئيسة جمهورية.
وفى سابقة جديدة من نوعها ، يوجد مجموعة فتيات يعملن في إحدى محطات توتال البترولية بمنطقة المعادي بأيديهن الناعمة بجانب الرجال، ويتعاملن مباشرة مع الزبائن وبمنتهى الجرأة والثقة.
شاهدنا الفتيات يقفن مرتديات نفس الزى الرسمي لعمال البنزينة ، لا ينتظرن “إكرامية”، يعلمن أن عين رؤسائهن تراقبهن حتى ترى تطور أدائهن عاملة في محطة بنزين يوما بعد يوم.
الفتيات قبل إخضاعهن للعمل تدربن ثلاثة أيام من قبل الإدارة المسئولة عن توظفيهن بالإضافة إلى ثلاثة أيام تدريب نظري. و طريقة شكر الزبائن والوقوف، وثنى الأذرع وحمل الآلات.
أما معايير اختيار الفتيات للمهنة تتمثل بعد الدرجة العلمية في شيئين أحداهما الوزن، وذلك لتحديد قدرتهن على الحركة والآخر الشكل، فلا يشترط أن تكون الفتاة جميلة أو سيئة المظهر، ولكن الشكل الطبيعي المتقبل بالنسبة لأى شخص.
استحسان الجمهور
محمد أشرف مدير تشغيل المحطات قال في تصريحات ، قال إن الفكرة بدأ تنفيذها بأربع فتيات، وقد نجحت الفكرة ولاقت استحسان الزبائن ووصل عددهن إلى ثماني فتيات في المحطة.
وأضاف أشرف أن عدم قصر العمل بالمحطة للفتيات فقط كان خوفًا من اعتقاد الزبائن أنه يتم تشغيلهن لغرض سيئ أو مشبوه
وتابع مدير تشغيل المحطة، إن الفكرة لاقت استحسان الجمهور وبعض الفنانات والفنانين المارين بالصدفة يقمن بالتصوير مع العاملات .
وأشار إلى أن كثيرًا من الزبائن فعلوا مثلهم لافتا إلى أنه بعد نجاح الفكرة قرر القائمون عليها بتعميمها في كل المحطات التابعة للمؤسسة، لافتا إلى أن الفكرة لم ترق للجمهور العام فقط، لكنها اعجبت السفارة الفرنسية باعتبار الشركة المالكة للمحطة فرنسية الأصل.
وقال محمد إبراهيم، مدير محطة توتال بالمعادي والتي تعمل بها الفتيات، أن الشركة بدأت في التجديد والتميز عن غيرها من الشركات الأخرى ومن ثم بدأت فكرة تعيين الفتيات.
وأضاف إبراهيم قبل التنفيذ كانت هناك دراسات معينة وقواعد وقوانين ولوائح للحفاظ على الفتيات، ومن ثم بدأ تفعيل هذه الفكرة في محطة توتال بكورنيش المعادي، وهي المحطة الأولى التي طبقت الفكرة منذ أربعة أشهر.
4 محطات لتنفيذ الفكرة
وأوضح إبراهيم، أن مدير تشغيل المحطات أكد أنه سيتم تطبيق الفكرة في أربع محطات أخرى خلال العام القادم، وتم تحديد هذه المحطات وبدأنا في تجهيز مغرف تغيير ملابس الفتيات وغيرها من الاستخدامات الشخصية.
وقال إبراهيم إن أغلب الفتيات العاملات حاصلات على مؤهلات عليا فمنهن خريجات كلية الإعلام جامعة القاهرة، ومنهن حاصلات على ليسانس آداب إعلام بجامعة عين شمس، وأخريات بمعهد الهندسة، وآداب علم نفس، وتجارة القاهرة، ومنهن من انهت من دراستها الجامعية واخريات يستكملن تعليمهن الجامعي، وتوجد أخريات لم تلتحقن بالجامعة ومازلن يدرسن في الثانوية العامة.
وأوضح مدير المحطة، أنه عندما تم فتح باب التعيين تقدمت حوالي 50 فتاة وتم اختيار ثماني فتيات منهم، لكن ليس جميعهن حاصلات على مؤهلات عليا فولم يكن شرطا للقبول.
وعن الشروط الأساسية التي تم وضعها لقبول الفتيات للوظيفة قال: ”حب المتقدمين للوظيفة، والقدرة على العطاء في العمل، واللياقة واللباقة ، والشكل المقبول والشرط الأهم في قبول الفتاة هو قبول الأهل بالوظيفة والتواصل معهم، وأيضا الخبرة في التعامل مع العملاء.
وقال إبراهيم إنه بعد قبول ثمانٍ فتيات تم تدريبهن من خلال فريق مخصص وحصلن على كورسات خاصة بالعمل في محطة بنزين، وكان الأمر في أوله صعب ، لكن مع أول يوم عمل تبددت المخاوف والصعوبات إثر ردود فعل الناس المحبة والواثقة بهن.
و أوضح إبراهيم أنه لا توجد مميزات للفتيات عن الشباب فكلهن واحد، لكن الفتيات تعملن عدد ساعات أقل من الشباب فمواعيد عملهن من 10صباحًا إلى 5 مساءً لمدة خمسة أيام في الأسبوع.
هذا اختياري
رباب محمد 25 سنة احدي خريجات جامعة الأزهر والعاملات بالمحطة قالت:” لم استوعب الأمر في البداية، ثم تحمست واستطعت إقناع أهلي بالوظيفة، بعد رفضهم الشديد. وأضافت أنها كانت تهاب من رد فعل الناس ولكنها تفاجأت بإعجابهم الشديد بعملها،
وأشارت إلى أنها بعد عملها لمدة ثلاثة أشهر سعيدة جدًا ، ولا تجد أي صعوبة في العمل لمساعدة زملائها الرجال لها واعتمادها على توجيهات رؤسائها لها.
وأوضحت أبرار محمد طالبة بآداب إعلام جامعة عين شمس أن الأمر كان يبدو غريبًا بحسب العادات والتقاليد السائدة في المجتمع، وأن ما يفعله الشباب لا يصح أن تفعله الفتيات، لكنها أحبت التجربة، وبدأت والدتها تشجعها وتحمسها للعمل.
وتابعت:” الذي كان يرهبني في البداية هو ردة فعل الناس، لكن ما حدث بعد ذلك اني رأيتها كلها إيجابيه وأنا سعيدة بذلك.
وقالت هند علاء، بكالوريوس نظم ومعلومات وتعمل منذ شهرين بالمحطة أنها مرت بثلاثة أيام تدريب نظري ومثلها تدريب عملي حتي يتم قبولها بالوظيفة .وأشارت ندا أولى إعلام، إلى أن مدة عملها بلغت أسبوعًا منذ توليها العمل وواجهت بعض الصعوبات في البداية، لكنها بعد التدريب أصبح الأمر سهلاً. وقال ابراهيم حامد سائق تاكسي أجرة، إن الفكرة جديدة على المجتمع المصري، لكنها أعجبتني وربما تكون خطوة لمساواة بين الرجل والمرأة، وأتمنى أن تعمم الفكرة في كل المحطات فالعمل الشريف ليس عيبًا