ذكر العلماء لمعرفة المكي والمدني
طريقين لا ثالث لهما :
الأول
: السماع
والمراد به النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة الذين عاينوا التنزيل
حتى إن العالم منهم كان يعتز بعلمه بهذا
الموضوع .
فقد روى البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه
أنه قال : (( والذي لا إله غيره ما من كتاب الله سورة إلا أنا أعلم حيث نزلت وما
من آية إلا أنا أعلم فيما نزلت )) .
الثاني : القياس
وهو ضوابط عرفت بالاستقراء واستدل بها العلماء
على معرفة المكي والمدني وهذه الضوابط هي :
أولاً ـ كل شيء نزل فيه { يَاأَيُّهَا النَّاسُ }
فهو بمكة . وكل شيء نزل فيه { يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا } فهو بالمدينة .
وهذا الضابط له حكم الأغلبية في
آيات القرآن لأن هناك بضع آيات فيها { يَاأَيُّهَا
النَّاسُ } وهي مدنية .
ثانياً ـ كل سورة ابتدأت بالحروف المقطعة مثل (
الم , حم , الر ) فهي مكية باستثناء سورة البقرة وآل عمران .
ثالثاً ـ كل سورة فيها كلا فهي
مكية .
رابعاً ـ كل سورة فيها فريضة أو
حد فهي مدنية .
خامساً ـ كل سورة فيها ذكر آدم
وإبليس فهي مكية عدا سورة البقرة فهي مدنية .
سادساً ـ كل سورة فيها ذكر
المنافقين فهي مدنية عدا سورة العنكبوت فهي مكية .
والحكمة في ذلك ترجع إلى المقاصد
الموضوعية التي نزل بها القرآن فالخطاب في مكة كان لأمور اعتقاديه تشمل كل الناس
وهي مناط إنسانيتهم فناسب خطابهم بقوله تعالى{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ } .
كما أن محاورة أهل العناد تناسب
حرف الردع ( كلا ) , وكذلك الاستفتاح بحروف الهجاء فيه التنويه إلى إعجاز القرآن
لإفحام المنكرين .
المرجع
الإتقان في علوم القرآن للسيوطي