حرف استقبال. قيل: وتأتي للاستمرار، كقوله تعالى: ﴿سَتَجِدُونَ آخَرِينَ﴾ [النساء: 91]، وقوله: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن
قِبْلَتِهِمُ﴾
[البقرة: 142]؛ لأن ذلك إنما نزل بعد قولهم: ﴿مَا
وَلاَّهُمْ﴾،
فجاءت السين إعلاماً بالاستمرار لا بالاستقبال.
قال الزمخشري: أفادت السين وجود الرحمة لا محالة، فهي تؤكد الوعد كما تؤكد
الوعيد إذا قلت: «سأنتقم منك».
ومثله قول سيبويه في قوله: ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ
اللّهُ﴾
[البقرة: 137]: معنى السين: أنّ ذلك كائن لا محالة وإنْ تأخرت إلى حين.
وقال الطيبيّ: مراد الزمخشري أنّ السين في الإثبات مقابلة «إن» في النفي؛
وهذا مردود؛ لأنه لو أراد ذلك لم يقل: السين توكيد للوعد، بل كانت حينئذٍ توكيداً
للموعود به، كما أنّ «لو» تفيد تأكيد النفي بها.
وتأتي زائدة، كقوله تعالى: ﴿يَوْمَ
يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: 52] أي: تجيبون.
وقوله: ﴿وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ
آمَنُوا﴾
[الشورى: 26].
سَاءَ
فعل للذمّ لا تتصرّف.
سُبْحانَ
مصدر بمعنى التسبيح، لازم النصب والإضافة إلى مفرد ظاهر، نحو: ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ﴾ [يوسف: 108]،
﴿سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى﴾ [الإسراء: 1]، أو مضمر، نحو: ﴿سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ﴾ [النساء: 171]،
﴿سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا﴾ [البقرة: 32]. وهو مما
أميت فعله.
وفي العجائب للكرماني: من الغريب ما ذكره (المفصل) أنه مصدر «سبح» إذا رفع
صوته بالدعاء والذكر، وأنشد [من الكامل]:
قَبَحَ الإلهُ وجوهَ تغلبَ كلّماسَبَحَ الحجيجُ وكبّروا
إهلالا
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: ﴿سُبْحَانَ
اللَّهِ﴾
[يوسف: 108] قال: تنزيه الله نفسه عن السوء.
* أهم المصادر والمراجع:
- معجم الأدوات: راجي الأسمر.
- وانظر: لسان العرب: الإمام ابن منظور.
- وانظر: الإتقان في علوم القرآن: الإمام السيوطي.
- وانظر: معجم حروف المعاني: محمد حسن الشريف.
- وانظر: جواهر الأدب: أحمد الهاشمي.
- وانظر: معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم: إسماعيل عمايرة
وعبدالحميد السيد