قبل البدء ببيان أحكام تفخيمها
وترقيقها أود أن أبيّن أن اللام في غير لفظ الجلالة لا تكون إلا مرققة ويجب
المحافظة على ترقيقها خاصةً إذا وليها حرف تفخيم، كما في:
﴿وَلْيَتَلَطَّفْ﴾، وكما في: ﴿وَعَلَى اللَّهِ﴾، وفي:
﴿وَلاَ الضَّالِّينَ﴾، ويجب عدم المبالغة في ترقيقها لئلا تصبح
كأنها ممالة. كما يجب إظهارها إذا كانت لام جر، كما في: ﴿وَلِلّهِ
الأَسْمَاء الْحُسْنَى﴾، ﴿لَنَا﴾، ولا تكون مفخمة إلا في لفظ
الجلالة المسبوق بفتح أو ضم، وإليك البيان:
* ترقيق اللام:
ترقق اللام في جميع كلمات القرآن
وعلى أي وضع كانت، كما في: ﴿لاَ رَيْبَ﴾
﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ ﴿الَّذِينَ﴾
﴿قَبْلِكَ﴾ ﴿أُوْلَئِكَ﴾
﴿الضَّالِّينَ﴾ وغير ذلك، وفي لفظ الجلالة ﴿اللّهِ﴾،
ولفظ ﴿اللَّهُمَّ﴾ المسبوق بكسر سواء كان كسراً أصلياً كما في:
﴿بِاللَّهِ﴾، ﴿رِضْوَانِ اللَّهِ﴾، أو كسراً عارضاً
للتخلص من التقاء الساكنين كما في: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ1/اللَّهُ
الصَّمَدُ﴾ فلفظ الجلالة الثانية لامها مرققة لأنها سُبقت بكسر عارض على
نون التنوين للتخلص من التقاء الساكنين.
وكما في: ﴿قُلِ
اللَّهُمَّ﴾ فإن اللام في لفظ اللهم مرققة لأنها سبقت بكسر عارض على اللام
وذلك للتخلص من التقاء الساكنين.
* تغليظ اللام:
اصطلح العلماء على تسمية اللام
المفخمة بالمغلظة. وهي لا تكون مغلظة إلا في لفظ الجلالة ﴿اللّهَ﴾،
أو لفظ ﴿اللَّهُمَّ﴾ المسبوق بفتح أو ضم كما في: ﴿شَهِدَ
اللّهُ﴾، ﴿فَزَادَهُمُ اللّهُ﴾، وكما في: ﴿قَالَ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ﴾، ﴿وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ﴾.
* أحكام ألف المد:
ألف المد لا توصف بتفخيم ولا بترقيق
ولكنها تتبع حالة الحرف الذي قبلها، فإن كان مستفلاً تبعته في الترقيق، كما في:
﴿الأَنْهَارُ﴾ ﴿بَاسِطٌ﴾
﴿التَّائِبُونَ﴾ ﴿تِجَارَةً﴾ ﴿وَحَالَ﴾
﴿عَادَ﴾ ﴿النَّارِ﴾ ﴿الأَنْهَارُ﴾
﴿وَاصِبٌ﴾ ﴿السَّيَّارَةِ﴾ وغيرها، إلا في اللام
والراء.
فإن كانت اللام مرققة تبعتها في
الترقيق، كما في: ﴿وَلاَ تَتَّخِذُواْ﴾.
وإن كانت مغلظة تبعتها في التفخيم،
كما في: ﴿اللّهَ﴾، ﴿اللَّهُمَّ﴾.
أما في الراء فلا تكون معها الألف
إلا وتكون الراء مفخمة لأنها عندئذٍ يلزم أن تكون مفتوحة، وعلى هذا فلا تكون الألف
مع الراء إلا مفخمة.
وإن كان الذي قبلها أحد حروف
الاستعلاء تبعته في التفخيم، وعند ذلك يكون في أعلى درجاته، كما في:
﴿الطَّامَّةُ﴾ ﴿الضَّالِّينَ﴾
﴿الْظَّالِمِينَ﴾ ﴿الصَّادِقِينَ﴾
﴿الْقَارِعَةُ﴾ ﴿الْغَافِلِينَ﴾
﴿الخَائِنِينَ﴾.
* أحكام غنة الإخفاء
الحقيقي:
الغنة لا توصف بتفخيم ولا ترقيق
ولكنها عكس الألف تتبع حالة حرف الإخفاء الذي يأتي بعدها، فإن كان مفخماً كالطاء
والصاد والضاد والظاء والقاف فإنها تفخم تبعاً له، كما في: ﴿مِّن طِينٍ﴾،
﴿وَلَمَن صَبَرَ﴾، ﴿مَّن ضَلَّ﴾، ﴿مَن
ظَلَمَ﴾، ﴿مِن قَبْلُ﴾، أما الغين والخاء فليس معهما غنة
لأنهما من حروف الإظهار.
وإن كان مرققاً كالتاء والثاء والجيم
والدال والذال والزاي والسين والشين والفاء والكاف فإنها ترقق تبعاً لها، وبقية
حروف الاستفال ليست من حروف الإخفاء، وأمثلة ذلك: ﴿مِن تَحْتِهَا﴾
﴿فَمَن ثَقُلَتْ﴾ ﴿مَن جَاءَ﴾ ﴿عَن
دِينِهِ﴾ ﴿مَّن ذَا الَّذِي﴾ ﴿مَن زَكَّاهَا﴾
﴿مِن سَبِيلٍ﴾ ﴿مِن شَيْءٍ﴾
﴿انفَطَرَتْ﴾ ﴿انكَدَرَتْ﴾.
والحكم في هذا للغنة الناتجة عن
النون الساكنة والناتجة عن التنوين سواء.
·
أهم
المصادر والمراجع:
-
بغية عباد الرحمن
لتحقيق تجويد القرآن: الشيخ محمد شحادة الغول.
-
كيف تقرأ القرآن:
محمد الفرج صادق.
-
دروس في ترتيل
القرآن: محمد فائز شيخ الزور.