إسرائيل: اسم علم أعجمي، ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، ولا وزن لكلام
من قال: هو عربي مشتق من (سَرَلَ) أو (سَرْأَلَ)، لأنَّ هذا قول باطل.
وقد وردت كلمة (إسرائيل) ثلاثاً وأربعين مرة في القرآن، مرتان منها اسماً
آخر لنبي الله يعقوب عليه السلام، وإحدى وأربعون مرة مضافة إلى (بني)، إخباراً عن
(بني إسرائيل).
قال تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ
حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا
وَاجْتَبَيْنَا﴾
[مريم: 58].
أخبر الله في هذه الآية أنه اجتبى واصطفى الأنبياء من ذرية آدم ونوح، ومن
ذرية إبراهيم وإسرائيل.
والمراد بإسرائيل في الآية: نبي الله يعقوب عليه السلام، والمراد بجعْلِ
النبوة في ذريته، الأنبياء الذين بعثهم الله لبني إسرائيل، مثل موسى وهارون وداود
وسليمان عليهم السلام.
وقال تعالى عن إسرائيل عليه السلام: ﴿كُلُّ
الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ
عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ﴾ [آل عمران: 93].
يخبر الله في الآية أنه أَحَلَّ لبني إسرائيل – ذرية يعقوب عليه السلام-
كلَّ الطعام، ولم يحرِّم عليهم إلا الطعام الذي حَرَّمَه على نفسه أبوهم إسرائيل،
حيث نَذَرَ لله أن يمتنع عن نوع معين من الطعام، فالتزم بنوه من بعده بذلك،
وحرَّموا ذلك الطعام على أنفسهم، مقتدين بأبيهم إسرائيل.
وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ إسرائيل عليه السلام حرَّم على
نفسه لحوم الإبل، حيث مرض يوماً مرضاً شديداً، فنذرَ لله أنه سيمتنع عن أحب الطعام
إليه تقرُّباً إلى الله، إنْ شفاه الله من مرضه، ولما شفاه الله وفَّى بنذره.
وبما أنَّ (إسرائيل) – الاسم الثاني ليعقوب عليه السلام- أعجمي، فلا نبحث
له عن معنى في اللغة العربية، ولا نلتفت للإسرائيليات والأباطيل والأكاذيب التي
يذكرها أحبار اليهود الكاذبون في أسفار العهد القديم، ومنها ما هو كفرٌ بالله
سبحانه، واتّهامٌ له بالضعف والعجز أمام إسرائيل!!.
و(بنو إسرائيل) هم ذرية يعقوب عليه السلام من أبنائه الاثني عشر، حيث
جعلهم الله اثنتي عشرة أسباطاً أُمماً، لأنَّ كلَّ سبطٍ وأمة ينتسبون إلى أحد
أولاد إسرائيل، فهم أبناء إسرائيل بهذا الاعتبار.
و(إسرائيل) في (بني إسرائيل) في كلِّ مراتِ ورودها في القرآن، مضافٌ إليه
مجرور بالفتحة بدل الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.
وقد أقام بنو إسرائيل في مصر منذ أن ارتحلوا إليها عندما كان يوسف العزيز
عليه السلام حاكماً لمصر، ولكنَّ الفراعنة اضطهدوا بني إسرائيلَ بعد وفاة يوسف
عليه السلام، فاصطفى اللهُ منهم موسى رسولاً عليه السلام، وخرج بهم من مصر إلى
سيناء، وتوفيَ موسى عليه السلام قبل دخولهم الأرض المقدسة، فدخلوها بعد ذلك بقيادة
خليفته يوشع.
ولما كفروا وطغوا غضبَ اللهُ عليهم ولعنَهم، وشتَّتَهم في الأرض، وسُمّوا
بعد ذلك (اليهود).
وفي هذا الزمان نجح اليهودُ الكافرون في التجمُّع من مختلف بقاع الأرض،
وإقامة دولة يهودية لهم على أرض فلسطين، وأعلنوا تلك الدولة عام 1948م، واحتلوا
فلسطين كلَّها عام 1967م، وهزموا العرب الذين لم يحاربوهم على أساس الإسلام.
وسَمّى اليهود دولتَهم المسخَ (دولةَ إسرائيل)، وسَمَّوا مؤسساتها بهذا
الاسم، مثل: بنكُ إسرائيل، وصوتُ إسرائيل، وعَلَمُ إسرائيل، وجيشُ الدفاع
الإسرائيلي... وهكذا!.
ويزعمون بهذه التسمية أنهم ما زالوا ينتسبون إلى نبي الله إسرائيل عليه
السلام، وأنهم ورثته الملتزمون بدينه، وأنَّ اللهَ أعطاهم الأرض المقدسة فلسطين
عندما وعدَ إسرائيلَ وجدَّه إبراهيم عليهما السلام بذلك، ولذلك سمّوها (أرض
الميعاد).
واليهود كاذبون في هذا الادّعاء، مغالطون في هذا الزعم، يتمسَّحون باسم
(إسرئيل) زوراً وبهتاناً، وإبراهيمُ وإسرائيلُ عليهما السلام بريئان منهم، ويشهدان
بكفرهم وضلالهم، وأنهم ليسوا مسلمين ولا مهتدين، لأنهم كذَّبوا الرسولَ الخاتمَ
محمداً صلى الله عليه وسلم، وحاربوا دينَه وأمته.
إنَّ اليهودَ الموجودين في العالم الآن، ليسوا من بني إسرائيل الممدوحين
في القرآن، ولا تربطهم أيةُ رابطةٍ دينيةٍ بإسرائيل النبي الكريم عليه السلام، ولا
يجوز لهم استعمال هذا الاسم الطيب (إسرائيل) ولا التمسُّحُ به، إنهم (يهود)
ودولتُهم دولةُ (يهود)، الذين غضبَ الله عليهم ولعنَهم.
* * *
* أهم المصادر والمراجع:
- الأعلام الأعجمية في القرآن الكريم: د. صلاح الخالدي.
- الإتقان في علوم القرآن: الإمام السيوطي.
- حجة القراءات: ابن زنجلة.
- معجم لسان العرب: ابن منظور.