إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب , فقال الله
تعالى : { وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ
كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ(48) }
العنكبوت
إلا أنه كان يعهد بكتابة ما ينزل عليه من القرآن إلى أشخاص من الصحابة
بأعيانهم , كان يطلق عليهم اسم كُتّاب الوحي .
فعمل كُتّاب الوحي بأمر من الرسول صلى الله عليه
وسلم على كتابة القرآن على الجلود والعظام والحجارة مرتباً بوحي من الله تعالى ولم
يجمع في مصحف واحد . وقد كانوا يضعون هذا الذي يكتبونه في بيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم .
فالذي قام به كُتّاب الوحي لم يكن جمعاً لكتاب الله بين دفتين
, وإنما كان تسجيل كتابي للقرآن على متفرقات العظام والحجارة والجلود .
وظل الصحابة يعكفون على حفظ القرآن غيباً حتى ارتفعت نسبة الحفاظ بينهم .
وبذلك يتضح أن الصحابة قد بلَّغُوا القرآن لمن بعدهم بطريقتين :
الأولى : الكتابة التي كانت تتم بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم لأشخاص
بأعيانهم .
الثانية : حفظه في الصدور عن طريق التلقي من كبار قرّاء الصحابة وحفاظهم
الذين تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والسبب في أن القرآن لم يجمع في عهد النبي الله صلى الله عليه وسلم في
مصحف واحد هو ضيق الوقت بين آخر آية نزلت من القرآن وبين وفاته عليه الصلاة
والسلام لأن الفترة بينهما لم تزد على تسع ليالٍ في أكثر الروايات .
المراجع
البرهان للزركشي
الإتقان للسيوطي