1-
الوقف التام
تعريفه:هو الوقف على كلام تم معناه ولم يتعلق بما بعده لا لفظاً (من
ناحية الإعراب) ولا معنى (بحيث يكون المتقدم له علاقة بالمتأخر من جهة المعنى)
وغالباً يكون الوقف التام في الحالات التالية:
(1)
رؤوس الآي. كالوقوف على قوله:﴿مَلِكِ يَوْمِ
الدِّينِ﴾
وعلى قوله:﴿وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[البقرة:5].
(2)
الفصل بين آيتي عذاب بآية رحمة كالوقوف على«الكافرين» في قوله:﴿فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ24/2وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ﴾[البقرة:25].
(3)
الابتداء بعده بالاستفهام كالوقوف على﴿تَخْتَلِفُون﴾ من قوله:﴿اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ
فِيهِ تَخْتَلِفُونَ69/22أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ﴾[الحج:69].
(4)
نهاية قصة وبداية قصة أخرى كالوقوف على﴿عَلِيًّا﴾ من
قوله:﴿وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا
وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا50/19وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى﴾[مريم:50].
(5)
الابتداء بعده بـ ﴿يا﴾ النداء. كالوقوف على﴿خَالِدُون﴾ من قوله:﴿وَالَّذِينَ
كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ39/2يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ...﴾[البقرة:39].
(6) العدول عن الإخبار إلى الحكاية كالوقوف
على﴿يَعْدِلُونَ﴾ من قوله:﴿وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ
يَعْدِلُونَ159/7وَقَطَّعْنَاهُمُ...﴾[الأعراف:159].
(7) الابتداء بعده بالنفي كالوقوف على﴿بَعِيدٍ﴾ من قوله:﴿وَإِنَّ الَّذِينَ
اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ176/2لَّيْسَ الْبِرَّ...﴾[البقرة:177].
(8) الابتداء بعده بالنهي كالوقوف على﴿الثَّوَابِ﴾ من قوله:﴿وَاللّهُ
عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ195/3لاَ يَغُرَّنَّكَ...﴾[آل عمران:195).
(9) انتهاء الاستثناء كالوقوف على﴿الرَّحِيمُ﴾ في قوله ﴿أُولَئِكَ
يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ 159/2إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ
وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ160/2إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا...﴾[البقرة:160].
مكانه: وقد يكون الوقف التام وسط الآية
كالوقوف على﴿جَاءنِي﴾ من قوله:﴿لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ
الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا﴾[الفرقان:29]. فالجزء الأول تمام
حكاية قول الظالم.
وقد يكون الوقوف التام بعد رأس الآية بكلمة. كالوقوف﴿وَبِاللَّيْلِ﴾من قوله﴿وَإِنَّكُمْ
لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ137/37وَبِاللَّيْلِ﴾ فهذا تمام الكلام مع
أن﴿مُّصْبِحِينَ﴾ هي رأس الآية.
وكذلك الوقوف على﴿﴾ من قوله تعالى﴿وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ34/43وَزُخْرُفًا﴾[الزخرف:35] فهذا
تمام الكلام مع أن رأس آية﴿يَتَّكِؤُونَ﴾.
تسميته: وسمي التام تاماً لتمام لفظه
وانقطاع ما بعده عنه لفظاً ومعنى.
حكمه: وحكمه أنه يحسن الوقف عليه
والابتداء بما بعده.
رمزه: وهذا النوع من الوقف ويرمز إليه في مصطلحات أكثر المصاحف بـ
(قلى).
وقف البيان التام:
ويلحق
بالوقف التام ما يسمى بوقف البيان التام: وهو الوقوف على كلمة تبين المعنى ولا
يفهم هذا المعنى بدون هذا الوقف. وقد سمي بالوقف الواجب أو اللازم ويرمز له في
مصطلحات أكثر المصاحف بـ (مـ).
ومن أمثلته:
(1)
﴿وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ19/9الَّذِينَ
آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ﴾[التوبة:20].
فلو
لم نقف على كلمة﴿الظَّالِمِينَ﴾ لأوهم أنهم هم
الذين آمنوا وهاجروا...
(2)
﴿لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ
قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ...﴾[آل
عمران:181] فلو لم نقف على كلمة أغنياء لأوهم أن ﴿سَنَكْتُبُ﴾ من مقالتهم مع
أنه إخبار من الله عز وجل.
(4)﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا
يُعْلِنُونَ﴾[يس:76].
فلو
لم نقف على كلمة﴿قَوْلُهُمْ﴾ لأوهم ذلك أن
حزنه صلى الله عليه وسلم من قولهم بأن يعلم ما يسرون وما يعلنون.
(5)
﴿إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ7/59لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ...﴾[الحشر:7].
فلو
لم نقف على كلمة ﴿الْعِقَابِ﴾ لأوهم ذلك بأن
شدة العقاب من الله للفقراء المهاجرين.
وقف جبريل عليه السلام:
ويلحق
بالوقف التام الذي كان جبريل عليه السلام يقف فيه وكان صلى الله عليه وسلم يتبعه
في الوقف.
وقد
اختلفوا محققو علماء القراءات في تحديد ذلك فمنهم من قال بأنها سبعة عشر موضعاً
كما نقل صاحب منار الهدى عن العلامة السخاوي. ومنهم من قال بأنها سبعة عشر موضعاً كما
نقل صاحب انشراح الصدور مع اختلاف في معظم المواضع مع صاحب منار الهدى. ومنهم من
قال بأنها سبعة عشر موضعاً على اختلاف في
معظم المواضع مع صاحب انشراح الصدور. كما نقل عن بعضهم غير ذلك.
لكن
تفاوتها يعد تفاوتاً في الرواية وليس تفاوت التناقض والاضطراب فمن حفظ حجة علا من
لم يحفظ فكلها صحيحة ونقلتها عدول وقد ذكر كل منهم ما انتهى إليه علمه بحسب التلقي
والمشافهة عن شيوخه ولهذا فلا اختلاف.
من
أمثلة ذلك ليس على سبيل الحصر:
1-﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ
أَيْنَ مَا تَكُونُواْ...﴾[البقرة:148].
2-﴿قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ...﴾[آل عمران:95].
3-﴿فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ
جَمِيعًا...﴾[المائدة:48].
4-﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو
إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾[يوسف:108].
5-﴿سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ
إِن كُنتُ قُلْتُهُ...﴾[المائدة:116].
6-﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ17/13لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ
لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى﴾[الرعد:17].
7-﴿وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ﴾[النحل:5].
8-﴿أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ﴾[السجدة:18].
9-﴿ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى22/79فَحَشَرَ فَنَادَى﴾[النازعات:22].
10-﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا
يُعْلِنُونَ﴾[يس:76].
ولقد
تتبعت المصاحف فوجدت معظمها يرمز له بـ (ج) بالوقف الجائز إلا القليل منها
أمثال﴿وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا﴾ رمز لها بـ(قلى)
و﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ﴾ رمز لها بـ
(مـ).
-
بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن: الشيخ محمد
شحادة الغول.
-
دروس في ترتيل القرآن: محمد فائز شيخ الزور.
-
انظر: كيف تقرأ القرآن: د. يحيى غوثاني.