تعريفه: هو الوقف على كلام يؤدي معنى صحيحاً لكنه تعلق بما بعده
لفظاً ومعنى.
حكمه: هذا الوقف يحسن الوقف عليه وفي الابتداء بما بعده خلاف.
رمزه في المصاحف: اصطلحت أكثر المصاحف أن ترمز بـ (صلى) إذا كان في وسط الآية.
أمثلته:
1-
﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ
وَسُعُرٍ47/54يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى
وُجُوهِهِمْ﴾[القمر:47].
2-
﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ4/107الَّذِينَ
هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ 5/107الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ6/107وَيَمْنَعُونَ
الْمَاعُونَ﴾[الماعون:4-7].
3- ﴿وَأَنزَلَ
التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ3/3مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ﴾[آل عمران:3].
4-
﴿خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى
سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ
عظِيمٌ﴾[البقرة:7].
مكانه: يكون الوقف حسناً على رؤوس الآي كما
في قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ2/1الرَّحْمنِ
الرَّحِيم﴾[الفاتحة:1-2]. وكما في قوله تعالى: ﴿لَهُمُ
الدَّرَجَاتُ الْعُلَى﴾[طه:75].
فإنه في مثل هذه الحالة يحسن الوقف عليه
والابتداء بما بعده لأن الوقوف على رؤوس الآي سنة لما ورد عن عائشة أم المؤمنين أم
سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عيه وسلم(كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية
يقول:﴿بسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ ثم يقف ثم
يقول:﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ثم يقف ثم
يقول:﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيم﴾ ثم يقف ثم يقول﴿مَلِكِ يَوْمِ
الدِّينِ﴾.
ويكون أيضاً في وسط الآيات كما في قوله تعالى:﴿الْحَمْدُ للّهِ﴾ من ﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ﴾ فإنه معنى تام يحسن الوقوف عليه لكن لا يبتغي الابتداء بما
بعده لأن ما بعده صفة لما قبله والصفة والموصوف كالشيء الواحد لا يفرق بينهما.
تسميته: سمي حسناً لحسن الوقف عليه لأنه
أفهم معنى يحسن السكوت عليه.
ملاحظة: إن الوقوف على رؤوس الآي أدناه حسن وهو سنة لما روت أم
المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها كما في الحديث السابق.
غير
أنه إذا كان التعلق اللفظي شديداً كما في قوله:﴿فَوَيْلٌ
لِّلْمُصَلِّينَ﴾ وبين قوله:﴿الَّذِينَ هُمْ
عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ الخ...فإنه عندئذ يمنع القطع ولا يمنع الوقف لأن
الوقف سنة والقطع انصراف عن القراءة وإعراض عنها فلو قطع في مثل هذا المكان لأوهم
خلاف المعنى، ولجعل الوعيد للمصلين في حين لو وصل القراءة مع الوقف فإنه عندئذ
يظهر من المتوعد ولا يكون في ذلك بأس والله أعلم.
ملاحظة:
كما
يلاحظ أن الوقف مبنى على المعنى والإعراب فقد يكون أحياناً في مكان واحد حسناً
وكافياً وتاماً كما في قواه تعالى:﴿هُدًى
لِّلْمُتَّقِينَ2/2الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾[البقرة:2] فإن جعل
﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ نعتاً للمتقين كان الوقف
حسناً.
وإن
جعل﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾
خبراً لمبتدأ محذوف تقديره هم أو مفعولاً لفعل محذوف تقديره أعني كان الوقف
كافياً.
وإن جعل﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ
بِالْغَيْبِ﴾ مبتدأ خبره ﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن
رَّبِّهِمْ﴾ كان الوقف تاماً.
-
بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن: الشيخ محمد
شحادة الغول.
-
دروس في ترتيل القرآن: محمد فائز شيخ الزور.
-
انظر: كيف تقرأ القرآن: د. يحيى غوثاني.