فعل معناه نفي مضمون الجملة في الحال، إذا قلت: «ليس زيد قائماً»، نفيت قيامه في حالك هذه. وإن قلت: «ليس زيد قائماً غداً» لم يستقم، ولهذا لم يتصرّف فيكون فيها مستقبلاً.
هذا قول الأكثرين؛ وبعضهم يقول: إنها لنفي مضمون الجملة عموماً. وقيل: مطلقاً؛ حالاً كان أو غيره. وقوّاه ابن الحاجب.
وردّ الأول بقوله تعالى: ﴿أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ﴾ [هود: 8]؛ وهذا نفي لكون العذاب مصروفاً عنهم يوم القيامة، فهو نفي في المستقبل؛ وعلى هذين القولين يصحّ «ليس إلا الله»؛ وعلى الأول يحتاج إلى تأويل، وهو أنه قد يُنْفَى عن الحال بالقرنية، نحو: «ليس خلق الله مثله».
وهل هو لنفي الجنس أو الوحدة؟ لم أر من تعرّض لذلك غير ابن مالك في كتاب «شواهد التوضيح»، فقال في قوله صلى الله عليه وسلم: «ليس صلاة أثقل على المنافقين» فقيه شاهد على استعمال «ليس» للنفي العام المستغرق به للجنس؛ وهو مما يغفل عنه. ونظيره قوله تعالى: ﴿لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ﴾ [الغاشية: 6].
* * *
* أهم المصادر والمراجع:
- معجم الأدوات النحوية في القرآن: راجي الأسمر.
- الإتقان في علوم القرآن: الإمام السيوطي.
- حجة القراءات: ابن زنجلة.
- معجم لسان العرب: ابن منظور.