وقد روى عنه راويان هما هشام وابن ذكوان والخلاف بينهما يسير لذا عزونا للإمام فإن اختلفت الراويتان بينَّ أوجه الخلاف.
1) ورد عن ابن عامر السكت بين السورتين بلا بسملة وكذا الوصل بلا بسملة، ولكن الوجه المقدم في الأداء عن ابن عامر من الروايتين هو البسملة إذا وصل بين السورتين، وبه قرأ الداني على أبي الفتح في رواية هشام وعلى الفارسي في رواية ابن ذكوان. (النشر جـ (1) ص260- 261) وإن كان النص في التيسير بخلافِهِ. فإذا ابتداء السورة فلا بد من البسملة بلا خلاف بين القراء.
2) باب هاء الكناية: قرأ ابن عامر ﴿فيهِ مهانا﴾ بالفرقان (آية69) ﴿وما أنسانيهِ إلا﴾ بالكهف (آية63) و﴿عليهِ الله﴾ بالفتح (آية10) بكسر الهاء فيها مع القصر وروى هشام ﴿يؤده إليك﴾ معاً (بآل عمران75) و﴿نؤته منها﴾ (آل عمران145) ﴿ونؤتِه﴾ (بالشورى20) ﴿ونولِهِ، نصلِهِ﴾ بالنساء (115) بكسر الهاء فيها مع القصر وروى ﴿يرضَهُ لكم﴾ بالزمر (7) بقصر الهاء مع ضمها وروى بالقصر ﴿فالقِهِ إليهم﴾ (بالنمل28) ﴿ويتقه فأولئك﴾ (بالنور 52). وأما ﴿ومن يأتِهِ﴾ (طه 75)فبكسر الهاء فيها مع الصلة بالياء، وتلك هي الأوجه المقدمة في الداء عنه في هذا المواضع. وروى إسكان الهاء من ﴿خيرا يرهْ، وشرا يرهْ﴾ بالزلزلة (7،8) كما روى ﴿أرْجِئْهُ﴾ بالعراف (111) والشعراء (26) بهمزة ساكنة وضم الهاء وصلتهابالواو. وروى ابن ذكوان ما ذكر بالصلة في الهاء في هذه المواضع كلها ويلزم من ذلك صلة الهاء بالواو عن كانت مضمومة، وصلتها بالياء إن كانت مكسورة، مع كسر قاف ﴿يتقِهِ﴾ بالنور وروى ﴿أرجِئْه﴾ بالأعراف (111) والشعراء (26) بهمزة ساكنة وكسر الهاء وقصرها (انظر طريق ابن عبدان من النشر فهي المقدمة عن هشام/النشر جـ1 ص306، 305).
3) لابن عامر توسط المد المتصل والمنفصل من الروايتين.
4) ادغم هشام وحده ﴿أتعدآنّي﴾ بالأحقاف (17) أي بإدغام النون الأولى في الثانية مع إشباع المد قبلها.
5) روى هشام إدخال ألف للفصل بين الهمزتين المفتوحين من كلمة نحو﴿ءانذرتهم﴾ مع تسهيل الهمزة الثانية وهو المقدم له في الأداء. وروى إدخال ألف الفصل بين الهمزة المفتوحة والمكسورة من كلمة مع التحقيق في المواضع كلها إلا موضع ﴿أئنكم لتكفرون﴾ بفصلت(9) ففيه الإدخال وتسهيل الهمزة، وهذا هو الوجه المقدم له في الأداء. وكذا روى إدخال ألف للفصل بين الهمزة المفتوحة والمضمومة في مواضعها، ﴿أؤنبئُكم﴾ (آل عمران15) ﴿ءأنزل﴾ (بسورة ص8) ﴿ءألقي﴾ (القمر25) مع تحقيق الهمزات فيها وهو المقدم في الأداء عنه. (انظر النشر جـ(1) ص363، 370، 374).
6) قرأ ابن عامر بالاستفهام في المواضع الأتية:
﴿ءأذهبتم﴾ بالأحقاف (20)﴿أئنكم﴾ (83) بالأعراف﴿ءأن﴾ بها أيضاً (113) ﴿ءأن كان ذا مال﴾ بالقلم (14) وهشام على أصله في إدخال الألف وتسهيل الهمزة المفتوحة بعد همزة الاستفهام وتحقيق المكسورة. وابن ذكوان على أصله في التحقيق وعدم الإدخال إلا في موضع القلم ﴿ءأن كان﴾ فقرأه بالتسهيل للثانية وعدم افدخال، وقرأ ابن عامر ﴿ءأمنتم﴾ بالأعراف (124) وطه (71) والشعراء (49) وكذا ﴿ءالهتنا﴾ بالزخرف (58) بتسهيل الثانية بلا إدخال وبعدها. وروى هشام ﴿أعجمي﴾ المرفوع بفصلت (44) بالإخبار ورواه ابن ذكوان بالاستفهام وتسهيل الثانية كحفص، والوجه المقدم لابن ذكوان في ﴿أءِذا ما متُ﴾ بمريم (66) الاستفهام كالجماعة. ولم يدخل هشام ألفا للفصل بين الهمزتين في ﴿أئمة﴾ فله التحقيق بلا إدخال، وهذا الوجه الصحيح من طريق التيسير (النشر جـ(1) 372، 380).
وقرأ ابن عامر فيما تكرر فيه الاستفهام نحو ﴿أءذا متنا وكنا.. أءنا﴾ بالأخبار في الأول ﴿إذا﴾ والاستفهام في الثاني ﴿أءنا﴾ إلا ما كان بالنمل والنازعات فبلاستفهام في الول وبالإخبار في الثاني، وزاد نوناً في النمل ﴿إننا لمخرجون﴾ (67)- كما قرأ موضع الواقعة بالاستفهام في الأول والثاني. والراويان على أصولهما في الإدخال وعدمه فهشام يدخل الألف بين الهمزتين وابن ذكوان لا يدخلها.
وقرأ ابن عامر ﴿يُضاهون﴾ بالتوبة (30) بلا همز، وقرأ ﴿تُرْجئ﴾ بالأحزاب (51)، و﴿مُرْجَئَون﴾ بالتوبة (106) بالهمز، و﴿هُزُؤا﴾ حيث وقعت بهمزة مفتوحة، و﴿كفؤا﴾ بالإخلاص بهمزة مفتوحة، وهمز ابن ذكوان وحده ﴿البريئة﴾ بالبينة (6، 7) مثل نافع وأبدل ابن عامر همزة ﴿سأل﴾ بالمعارج ألفا و﴿ياجوج وماجوج﴾ ألفا و﴿موصدة﴾ في موضعيها واواً بالبلد (20) والهمزة (8).
7) لم يسكت ابن عامر على سكتات حفص الأربع.
8) وقف هشام بتخفيف الهمزة المتطرفة في الكلمة. فيبدل عند الوقف المضموم ما قبلها واواً نحو ﴿امرو، اللؤلو﴾. وأبدل المكسور ما قبلها ياء نحو ﴿هئ، نبئ﴾ وأبدل المفتوح ما قبلها ألفاً نحو ﴿اقرأ، وذرا﴾ ولا يجوز في نحو ﴿إنّ الملأ/ذرأ﴾ أي الهمز المنصوب الروم ولا الاشمام. فإن سكن ما قبل الهمزة أسقطت ونقلت حركتها للساكن قبلها نحو ﴿دفء/الخبء/شيء﴾ ثم يسكن الحرف الذي قبل الهمز من أجل الوقف. فغن كان الساكن حرف مد زائد في الكلمة أبدلت الهمزة ياء مع الياء وواواً مع الواو مع افدغام نحو (برىّ وقروّ والنسىّ) في ﴿برئ، قرؤ، النسئ﴾، هذا إذا لم يكن حرف المد ألفاً نحو ﴿جاء، شاء﴾ فإن كان حرف المد ألفاً أبدلت الهمزة وحذفت غحدى الألفين، ويجوز الزيادة في المد والتمكين للفصل بينهما (وهو المقدم) ويجوز التوسط والقصر نحو ﴿جا، شا﴾ وعلى الجملة فإن لهشم اوجه الوقف على الهمز المتطرف مثل ما لحمزة فيه من الأوجه إلا انه يقرأ بتوسط المد. وكذلك وقفه الرسمي، كما يجوز الأخذ بمذهب الأخفش عند الوقف على المضموم بعد كسر نحو ﴿وأبرئ﴾ والمكسور بعد ضم نحو ﴿اللؤلؤ﴾ لأن طريق الداني عن هشام من قراءتِهِ على أبي الفتح الذي يجيز الوقف الرسمي والعمل بمذهب الأخفش وهو إبدال المضموم بعد كسر ياء وإسكانه للوقف، وإبدال المكسور بعد ضم واواً وإسكانه للوقف.
9) إدغم هشام ذال (إذ) في حروفها الستة وهي: (ت، ج، د، ز، س، ص) نحو ﴿إذ تّبرأ/ إذ جّاؤكم/إذ دّخلوا/إذ زّين/إذ سّمعتموه/إذ صّرفنا﴾. وادغم دال (قد) في حروفها الثمانية وهي: (ج، ذ، ز، س، ش، ص،ض، ظ) نحو ﴿قد جّعل/ولقد ذّرأنا/ولقد زّينا/قد سّمع/قد شّغفها/لقد صّدق/فقد ضّل/فقد ظّلم﴾ إلا ﴿لقد ظّلمك﴾ في ص، فأظهره هشام وادغمه ابن ذكوان. وأدغم ابن ذكوان دال (قد) في الذال والضاد والظاء، والراجح عنه إظهار الدال عند الزاي في ﴿ولقد زينا﴾ (النشر جـ2 ص2)، وأدغم ابن عامر من الروايتين تاء التأنيث في الثاء والظاء نحو ﴿كذبت ثمود/كانت ظالمة﴾ والصاد من ﴿حصرت صدروهم﴾، وزاد ابن ذكوان إدغام ﴿هدمت صوامع﴾ بالحج (40) وليس له إلا الإظهار على الراجح في ﴿وجبت جنوبها﴾ (النشر جـ2 ص6) (الحج36)، وأدغم هشام وحده لام هل بل في التاء والثاء والزاي والسين والطاء والظاء نحو ﴿بل تّأتيهم/هل تّعلم/هل ثّوب/بل زّين/بل سّولت/بل طّبع/بل ظّننتم﴾. واستثنى ﴿هل تستوي﴾ (الرعد16) والراجح له الوجهان وهما الإظهار والإدغام كما حققه صاحب النشر (النشر جـ2 ص8)، وأدغم هشام أيضاً الثاء في التاء من ﴿أورثتّموها﴾، وادغم ابن عامر من الروايتين باب الاتخاذ نحو ﴿اتخذتم وأخذتم﴾ والثاء من ﴿لبثتم ولبثت﴾ والدال في الثاء من ﴿يرد ثواب﴾ والدال في الذال من ﴿كهيعص ذكر﴾ أعني دال صاد في الذال بعدها، وأدغم النون من ﴿يس والقرآن﴾ و﴿ن والقلم﴾ وأظهر ﴿اركبّ معنا﴾ وادغم ابن ذكوان ﴿يلهث ذلك﴾، وأظهره هشام.
10) أمال ابن عامر الراء من ﴿الر، المر﴾ والياء من فاتحة مريم، وفتح ﴿مجريها﴾ بهود مع ضم الميم وامال هشام وحده ﴿إنَاه﴾ بالأحزاب (53) ﴿ومشارب﴾ بيس (73) و﴿آنية﴾ (بالغاشية5) و﴿عابدون، عابد﴾ بالكافرون (3، 4،5) وأمال ابن ذكوان وحده الحاء من ﴿حم﴾ في مواضعها والراء والهمزة ﴿رأى﴾ الواقع قبل متحرك نحو ﴿رأى كوكبا﴾ والراجح من طريق التيسير فتح المتصل بالضمير وهو ﴿رءاك/رءاه/رءاها﴾ (النشر جـ2 ص46) وامال ﴿جاء، وشاء﴾ حيث وقعا و﴿فزادهم الله مرضا﴾ أول البقرة بلا خلاف عنه والراجح من طريق التيسير إمالة ﴿زاد﴾ في كل القرآن حيث وقعت (النشر جـ2 ص56) وكذلك الراجح عنه إمالة ﴿حمارك والحمار﴾ (النشر جـ2 ص56). ﴿المحراب﴾ المنصوب والمجرور (النشر جـ2 ص64) والفتح في ﴿عمران﴾ و﴿أدريك/أدريكم/هار/إكراههن/ الإكرام﴾ هو الراجح من طريق التيسير. كما أمال ابن ذكوان ﴿التوراة﴾ حيث وقعت (النشر جـ2 ص56،57، 65) .
11) وقف ابن عامر بالهاء على ﴿يا أبت﴾ حيث وقع ويصلها بتاء مفتوحة.
12) فتح ابن عامر ياء المتكلم في ﴿وما توفيقي إلا﴾ (هود88) ﴿وآبائيَ﴾ (يوسف38) و﴿لعليَ﴾الواقعة قبل همز القطع حيث وقعت نحو ﴿لعليَ آتيكم﴾ (طه والقصص) و﴿لعليَ أعمل﴾ (بالمؤمنون) ﴿لعليَ أطلع﴾ (بالقصص) ﴿ أبلغ﴾ (بغافر) و﴿لعليَ أرجع﴾ (بيوسف) وفتح ﴿حزنيَ إلى﴾ (يوسف86) و﴿رسلي إن﴾ (المجادلة 21)و﴿دعائي إلا﴾ (نوح6) وفتح الياء من ﴿عهديَ الظالمين﴾ (البقرة124) و﴿صراطيَ مستقيما﴾ (الأنعام153) و﴿أرضي واسعة﴾ (العنكبوت56)وقرأ بإسكان الياء في ﴿آياتي الذين﴾ (الأعراف 146) و﴿معي﴾ في مواضعها التسعة وهي معي بني إسرائيل (بالأعراف 105) و﴿مع عدوا﴾ بالتوبة (83)، و﴿معي صبرا﴾ الثلاثة بالكهف (67، 75، 72) و﴿ذكر من معي﴾ بالأنبياء (24) و﴿معي من المؤمنين﴾ بالشعراء (118) و﴿معي ربي﴾ بالشعراء (62)، و﴿معي ردءا﴾ بالقصص (34)تسعة مواضع. وقرأ بإسكان ﴿يدي إليك﴾ (المائدة28) ﴿لعبادي الذين﴾ (إبراهيم31) ﴿وما كان لي﴾ (إبراهيم22، ص69) ﴿ولي فيها﴾ (طه18) ﴿ولي نعجة﴾ (ص23) وقرأ ﴿يا عبادي لا خوف﴾ بالزخرف (68) بياء ساكنة وصلاً ووقفاً.
وروى هشام ﴿ما ليَ أدعوكم﴾ (غافر41) بفتح الياء و﴿أرهطيَ أعز﴾ (هود92) بفتح الياء وهو الوجه الراجح عنه (النشر جـ2 ص166) وروى ابن ذكوان إسكان الياء في ﴿بيتي﴾ بالبقرة (125) والحج (26) ونوح (28) و﴿ما لي لا أرى﴾ بالنمل (20) ﴿ولي دين﴾ (بالكافرون (6) كما روى ﴿أرهطيَ أعز﴾ (هود92) بالفتح.
13) قرأ ابن عامر فما ﴿أتانِ الله﴾ بالنمل (36) بحذف الياء وصلاً ووقفاً وروى هشام إثبات في الياء ﴿كيدوني﴾ (الأعراف 195) وصلاً ووقفاً وهو الراجح عنه (النشر جـ2 ص184، 185).
* * *
- تعريف بالقرآء العشرة: علي محمد توفيق النحاس.
- كتاب التيسير: أبو عمرو الداني في القراءات السبع.
- كتاب تحبير التيسير: الإمام ابن الجزري في القراءات العشر.
- النشر في القراءات العشر: الإمام ابن الجزري.