روى عنه راويان هما الدوري والسوسي والخلاف بينهما يسير لذا عَزَوْنا الأصول لأبي عمرو. وما اختلف فيه الراويان نسبناه إلى الراوي.
1) اختلف عن أبي عمرو في أوجه البسملة بين السورتين والراجح من طريق التيسير السكت بلا بسملة للسوسي والوصل بلا بسملة للدوري كما يتضح من قراءة الداني على أبي الفتح وعلى الفارسي (النشر جـ(1) ص260).
2) قرأ أبو عمرو بكسر ميم الجمع إذا وقعت قبل ساكن متصل بها، وكان قبلها هاء مسبوقة بكسرة أو ياء متصلة بها نحو ﴿بهِمِ الأسباب/عليهِمِ الجلاء﴾، وتكسر الهاء تبعاً لذلك في الوصل. فإذا وقف أسكن الميم وكسر الهاء.
3) روى السوسي بخلاف عنه إدغام الحرف الأول في الثاني من المتماثلين أو المتقاربين المتحركين إذا التقيا خطا، أي له الإدغام كما أن له الإظهار كالجماعة والوجهان في التيسير، والإظهار في المفردات للداني، والإدغام فقط في الشاطبية. وعلى وجه الإدغام فإنه يدغم المتماثلين في كلمة واحدة في موضعين فقط ﴿مناسككّم﴾بالقرة(200) و﴿ما سلككّم﴾ بالمدثر (42)ويدغم المتماثلين كلمتين بشرط أن لا يكون أولهما تاء مخاطب أو تاء متكلم أو كان منوناً أو مشدداً أو مسبوقاً بحرف مخفي وهو ﴿لا يحزنك كفره﴾ فيجب الإظهار، وله الوجهان في ﴿يبتغ غير/ويخل لكم/وإن يك كاذبا﴾، وله في ﴿أل لوط﴾ وكذا واو ﴿هو﴾ المضموم هاؤه نحو ﴿هو والين﴾ الإدغام وجهاً راجحاً (النشر ج1 ص282)، وأما الياء في ﴿اللائي يئسن﴾ فإن أبا عمرو يحذف الياء من اللاء وله في الهمزة التسهيل، وكذا وجه الإبدال ياء ساكنة. والإبدال هو المقدم في رواية الدوري وعليه يكون الإظهار بسكتة لطيفة على الياء الأولى المبدلة من الهمزة ﴿اللآئ يئسن﴾ مع المد الطويل. ويجوز الإدغام. والأول أرجح. وعلى وجه التسهيل وهو المقدم للسوسي يقف بالإبدال ياء ساكنة مع الإشباع أو التسهيل مع الروم وفيه المد أو القصر النشر جـ1 ص405 حيث ان وجه التسهيل للسوسي هو طريق الرواية في كتاب التيسير). أما المتقاربان: فلم يدغم في كلمة سوى القاف في الكاف إذا تحرك ما قبل القاف وكان ميم جمع نحو ﴿خلقكّم، رزقكّم﴾، فلا يدغم نحو ﴿ميثاقكم، نرزقك﴾ لفقد أحد الشرطين، وله الوجهان في ﴿طلقكن﴾ بالتحريم والعمل على الإدغام (النشر جـ1 ص286)، أما ما كان من المتقاربين في كلمتين فقد أدغم ستة عشر حرفاً جمعت في (سنشد حجتك بذل رض قثم)، ما لم يكن الأول منوناً أو تاء مخاطب أو مشددا أو مجزوماً وهو ﴿يعذب من يشاء﴾ حيث وقع. وتدغم التاء في عشرة أحرف (ث، ج، ذ، ز، س، ش، ص،ض، ط، ظ) نحو ﴿البينات ثم﴾وله وجهان: الإظهار والإدغام في ﴿الزكاة ثّم/والتوراة ثّم﴾ ويدغم، نحو ﴿الصحالحات جّنات﴾ و﴿الآخرة ذَّلك﴾ وله الوجهان في ﴿ءات ذّا القربى﴾ ويدغم نحو ﴿الآخرة زَّينا﴾، ﴿الصالحات سَّندخلهم﴾، ﴿أربعة شّهداء﴾ واختلف عنه في ﴿جئتِ شّيئا﴾ والراجح الإدغام، ويدغم نحو ﴿والصافات صّفا﴾، ﴿والعاديات ضّبحا﴾، ﴿الصلاة طّرفي﴾ وله الوجهان في ﴿ولتات طّائقة﴾ ويدغم نحو ﴿توفاهم الملائكةُ ظّالمي﴾، وتدغم الثاء في خمسة أحرف (ت، ذ، س، ش، ض﴾ نحو ﴿حيث تّومرون﴾ و﴿الحرث ذّلك﴾، ﴿وورث سّليمان﴾، ﴿حيث شّيتم﴾، ﴿حديث ضّيف﴾، وتدغم الجيم قي موضعين لا غير ﴿أخرج شّطأة﴾ (الفتح 29) و﴿المعارج تّعرج﴾ (المعارج 3). والحاء تدغم في ﴿زحزح عّن النار﴾ (آل عمران 185) لا غير. والدال تدغم في احرف عشرة وهي (ت، ث، ج، ذ، ز، س، ش، ص، ض، ظ﴾ إلا أن تكون الدال مفتوحة وقبلها ساكن نحو ﴿بعدَ ذلك﴾ فر تدغم، واستغنى من ذلك أن يكون بعد الدال المفتوحة تاء وقبل الدال سكون فتدغم نحو ﴿بَعْدَ تَّوكيدها﴾ وأمثلة افدغام هنا هي ﴿المساجد تّلك/ يريد ثّواب/ دواد جّالوت/ القلائد ذّلك/يكاد زّيتها/ الأصفاد سّرابيلهم/ وشهد شّاهد/ نفقد صّواع/ من بعد ضّراء/من بعد ظّلمه﴾ والذال تدغم فير موضعين ﴿فاتخذ سّبيله﴾ بالكهف (63) و﴿ما اتخذ صّاحبه﴾ بالجن (3). والراء تدغم في اللام مطلقاً نحو ﴿النهار لآيات﴾ إلا إذا فتحت وسكن ما قبلها فلا تدغم نحو ﴿الحميرَ تركبوها﴾، والسين تدغم في موضعين ﴿وإذا النفوس زّوجت﴾ بالتكوير (7) و﴿الرأس شّيبا﴾ بمريم (4) وفي الأخير خلاف. والراجح هو الإدغام (النشر جـ (2) 292). والضاد تدغم في موضع واحد ﴿لبعض شانِهم﴾ بلنور (62)، والشين في موضع واحد هو في ﴿العرش سّبيلاً بالإسراء (42) والراجح إدغامه (النشر جـ (2) 292) والقاف تدغم في الكاف إذا تحرك ما قبلها نحو ﴿ينفق كّيف﴾. فإن سكن ما قبلها لا تدغم نحو ﴿فوق كل﴾. والكاف تدغم في القاف إن تحرك ما قبلها نحو ﴿لك قّال﴾. فلا تدغم نحو ﴿تركوك قائما﴾ للسكون قبلها. واللام تدغم في الراء إن تحرك ما قبلها نحو ﴿سبل ربّ﴾ فإن تحركت بالفتح وسكن ما قبلها فلا تغم نحو ﴿فيقولَ رب﴾ إلا ما كان من لفظ قال الماضي نحو ﴿قالَ رّجلان﴾ ﴿قالَ ربّك﴾ فتدغم والميم تخفى عند الباء في حالة عدم وجود ساكن قبل الميم نحو: ﴿أعلم بها﴾، ﴿لآ أقسم بيوم﴾، وليس نحو ﴿العلْم بغيا﴾. والنون تدغم في اللام وفي الراء إن تحرك ما قبلها نحو ﴿زين لّلناس﴾. ﴿تأذن رَبك﴾ فإن سكن ما قبلها لا تدغم نحو: ﴿مسلمَيْن لك﴾ واستثنى من ذلك ﴿نحن لّه/نحن لّكما﴾ حيث وقعا ففيهما الإدغام.
وهذا الخلاف في الإدغام الكبير عن السوسي هو المقدم عنه إذ قرأ الداني بالإظهار والإدغام (التيسير ص12، النشر جـ(1) ص276).
تنبيهات:
أ) تجوز الإشارة بالروم والإشمام إلى حركة المدغم إن كان مضموماً نحو ﴿يكاد زّيتها﴾ وبالروم فقط إن كان مكسورا نحو ﴿الصالحات سّندخلهم﴾ ومن قال بالإشارة فقد استثنى الباء عند مثلها نحو ﴿لذهب بّسمعهم﴾ وكذلك الباء عند الميم نحو ﴿يعذب مّن يشاء﴾ وكذلك الميم عند مثلها نحو ﴿يعلم مّا﴾ والميم عند الباء نحو ﴿أعلم بالشاكرين﴾، فلا يجوز فيها أيضاً الإشارة.
ب) لا تمتنع الإمالة حالة الإدغام نحو ﴿النهار لاّيات﴾.
ج) وإذا كان قبل الحرف المدغم حرف مد أو حرف لين نحو ﴿فيه هّدى﴾ ونحو ﴿كيف فّعل، وقوم مّوسى﴾. ففيه الأوجه الثلاثة المد والتوسط والقصر ويجب مساواته بالعارض للسكون.
د) وإن كان قبل الحرف المدغم حرف ساكن صحيح نحو ﴿أمر رّبك﴾ ففيه الإدغام المحض. وقال بعضهم بالإختلاس وهو المسمى بالإخفاء ولكن المقدم في الأداء هو الإدغام المحض، وهو الثابت عن قدماء (النشر جـ (1) ص299). هذا وقد أدغم أبو عمرو من الروايتين حرفاً واحداً هو ﴿بيت طّائفة﴾ بالنساء (81) بلا خلاف.
4) هاء الكناية: قرأ أبو عمرو ﴿يؤدِهْ إليك﴾ معا (آل عمران 75) ﴿نؤتهْ منها﴾ (آلأ عمران 145، والشورى 20) ﴿نولهْ ونصلهْ﴾ (النساء 115) ﴿يتقهْ﴾ (النور52) بإسكان الهاء فيها جميعاً وقرأ ﴿فيهِ مهانا﴾ بالفرقان (69) بقصر الهاء وقرأ ﴿أرجئْهُ﴾ (بالأعراف111، والشعراء26) بضم الهاء وقصرها وزيادة همزة ساكنة قبلها. أما قوله تعالى ﴿ومن يَأتِه﴾ (طه75) ﴿ويرضه لكم﴾ الزمر(7) فقرأهما الدوري بالإشباع وهو الوجه الراجح له في الثاني (النشر (جـ(1) 308) وقرأهما السوسي بالإسكان للهاء في الموضعين. وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء ﴿وما أنسانيهِ إلا﴾ بالكهف (63) و﴿عليهِ الله﴾ بالفتح (10).
5) باب المد والقصر: قرأ الدوري عن أبي عمرو بالمد في المتصل والمنفصل ثلاث حركات (فويق القصر) وهو الراجح من التيسير، وفي الشاطبية توسط المدين المتصل والمنفصل، أما السوسي فيُرْوَى له قصر المنفصل وفويق القصر في المتصل وفي الشاطبية توسط – والراجح الأول لأنه مذهب الداني في التيسير.
6) قرأ أبو عمرو بتسهيل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع التقتا في كلمة واحدة نحو ﴿ءأنذرتهم، أئنا، ءألقى﴾ مع إدخال ألف للفصل قبل المفتوحة والمكسورة وله القصر في مواضع الهمزة المضمومة بعد فتح وهي ﴿أؤنبكم﴾ (آل عمران15) و﴿ءأنزل﴾ (ص8) و﴿ءألقي﴾ (القمر25) حسب ظاهر التيسير إلا أن الراجح قصرها عند السوسي ثم القصر في موضع آل عمران والمد في غيره عند الدوري، وهذا هو الذي يؤخذ من المفردات من قراءة الداني على أبي الفتح ومن قراءته على الفارسي (المفردات ص123)، وليس لأبي عمرو إدخال ألف الفصل في ﴿أئمة﴾، ولا ﴿ءألهتنا﴾ بالزخرف (58) ولا في ﴿ءأمنتم (بالأعراف 124)، الشعراء149، وطه71) ويقرأ بالإستفهام فيها مع التسهيل للهمزة الثانية، وله إدخال الأف بين الهمزتين في (أئنكم﴾ (بالأعراف81والعنكبوت28) و﴿أئن لنا﴾ (بالعراف 113) مع تسهيل الثانية فيها على أصله، وقرأ موضع يونس ﴿آلسحر﴾ (آية85) بالاستفهام مع الإبدال والمد الطويل أو التسهيل مع القصر مثل ﴿آلذكرين﴾، وليس له في ﴿آئمة﴾ في مواضعه سوى التسهيل للهمزة الثانية مع القصر – أما وجه إبدالها ياءً فهو من الزيادات على التيسير (النشر جـ(1) ص379).
7) قرأ أبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى من الهمزتين المتوافقتين من كلمتين مثل ﴿جاء امرنا/السماء أن/أولياء أولئك﴾، ويجوز له في حرف المد الواقع قبل الهمز الساقط القصر على الأرجح عند قصر المنفصل، وهو للسوسي، والمد فقط عند مده وهو للدوري. وإن اختلفت الهمزتان في الشكل فله مثل ما لنافع من أوجه التسهيل أو الإبدال فيبدل الهمزة الثانية من المفتوحة بعد ضم واواً نحو ﴿السفهاءُ ألا﴾ ويبدلها ياءً إن كانت مفتوحة بعد كسر نحو ﴿من خطبة النسآءِ أو﴾ ويسهلها إن وقعت مكسورة بعد فتح نحو ﴿شهداءَ إذ﴾وكذا لو وقعت مفتوحة بعد ضم نحو ﴿جاءَ أُمة﴾. إلا أن له في نحو ﴿يشاءُ إِلى﴾ أي الهمز المكسور الواقع بعد ضم وجْهَىْ الإبدال أو التسهيل للهمزة الثانية. والراجح من رواية الدوري الإبدال لأنه مذهب الفارسي والراجح من رواية السوسي فيه التسهيل لأنه مذهب أبي الفتح (النشر جـ1 ص388). فإذا وقف على الهمزة الأولى ابتدأ بالهمزة الثانية محققة.
8) روى السوسي وحده عن أبي عمرو إبدال الهمزة الساكنة حرف مد من جنس حركة ما قبلها، نحو ﴿شئتما/وامر/يؤتى﴾ فتبدل الهمز في الأولى ياء وفي الثانية ألفاً وفي الثالثة واواً. واستثنى من ذلك.
(أ) ما سكن لأجل الجزم وهو ﴿نَنْسَأْها/ تَسُؤْكم/تسُؤْهم/يَشَأْ/يُهَّئِّ/يُنَبَّأْ﴾
(ب) ما سكن من أجل البناء وهو ﴿أنبئْهم/نبئْهم/نبئْنا/نبئْ/نبئْهم/أرجئْهُ/وَهَيِّئْ/اقرأْ﴾
(ج) وما يثقل بالإبدال وهو ﴿تؤوى/تؤويه﴾.
(د) أو ما يلتبس بغير المقصود وهو ﴿رِءْيا﴾ بمريم فيشبه لفظ الرى وهو الامتلاء بالماء.
(هـ) وما ينتقل بالإبدال من لغة إلى أخرى وهو ﴿مؤصدة﴾ لأنها عند أبي عمرو من أأصد مهموز الفاء وعند غيره من أوصد بالواو فقرأ السوسي لغة شيخه التي رواها عنه فحقق همزها، كما استثنى له أيضاً ﴿بارئكم بالبقرة (54) وما ذكر في الشاطبية من إبدالها عن أبي عمرو ضعيف فلا يُقرأ به. فلا تبدل هذه المواضع عن السوسي. ووافقه الدوري في إبدال ﴿يأجوج ومأجوج﴾ في الكهف أي له الإبدال ألفاً من الروايتين. وقرأ أبو عمرو ﴿هأنتم﴾ بآل عمران (66،199) والنساء (109) والقتال (38) بتسهيل الهمزة وله القصر قبل الهمزة على الأرجح للسوسي، والمد على الأرجح للدوري لأنه من قبيل المد المنفصل. وحذف أبو عمرو الياء من ﴿اللائي﴾ وسهل السوسي همزتها بين بين على الأرجح (من التيسير)، وأبدلها الدوري ياء ساكنة على الأرجح (من التيسير) وعلى ذلك يجوز لمن سهل هَمْزَهُ وقفا، أن يقف بالإبدال مع السكون وإشباع المد﴿اللآىْ﴾ أو يقف بتسهيل الهمزة مع الروم. وقد سبق ذكر ﴿الللآى يشن﴾ في باب الإدغام الكبير.
وقرأ أبو عمرو من الروايتين بإبدال الهمز ألفاً في ﴿منشاته﴾ (سبأ14) وقرأ بهمز ﴿التناوش﴾ (سبأ52) و﴿بادِئ﴾ (هود27) و﴿مرجَئُون﴾ بالتوبة (106) و﴿ترجئُ﴾ (بالأحزاب51) و﴿لا يألِتكم﴾ (بالحجرات14) وأبدل السوسي هَمزَهُ ألفاً على قاعدته. وحذف أبو عمرو همز ﴿يضاهون﴾ بالتوبة (30) مع ضم الهاء وقرأ ﴿عادا لاّولى﴾ النجم (50) بنقل حركة الهمزة إلى اللام وإدغام تنوينه في اللام، والأرجح عند الابتداء بالأولى رد الكلمة إلى أصلها ﴿الأولى﴾ وهو المقدم في الأداء (النشر جـ (1) 410)والوجهان الآخران هما ﴿لُولى﴾، ﴿ءَلُولى﴾ أي مع النقل والأول أرجح.
9) ترك أبو عمرو سكتات حفص الأربع، وعليه يكون الإدغام الكامل في ﴿من رّاق/بل رّان﴾.
10) ادغم أبو عمرو ذال إذ في حروف (ت- ج- د- ز- س- ص) نحو ﴿إذ تّبرأ/إذ دّخلوا/إذ زّين/إذ سّمعتوه/إذ صّرفنا﴾.
وأدغم دال قد في حروف (ج- ذ- ز- س- ش- ص- ض- ظ)نحو ﴿فقد جّعلنا/ولقد ذرأنا/ولقد زّينا/قد سّمع/قد شّغفها/لقد صّدق/فقد ضّل/فقد ظّلم﴾، وأدغم تاء التأنيث في حروف (ث-ج- ز- س- ص- ظ) نحو ﴿كذبت ثّمود/نضجت جّلودهم/خبت زّدنادهم/أتنزلت سّورة/حصرت صّدورهم/كانت ظّالمة﴾.وأدغم لام هل في التاء من ﴿هل تّرى﴾ بالملك والحاقة، وأدغم الباء المجزومة في الفاء نحو ﴿اذهب فّمن﴾ والذال في التاء من ﴿عذتّ﴾ و﴿نبذتّها﴾ وكذا ﴿اتخذتّم﴾ وبابه والثاء من لبثتم﴾ وبابه و﴿أورثتموها﴾ حيث وقع. والدال في الذال من ﴿كهيعص ذكر﴾، والدال في الثاء في موضعي ﴿ومن يرد ثّواب﴾ (آل عمران145) والباء في الميم في موضع ﴿يعذب مّن يشاء﴾ آخر البقرة خاصة من الروايتين لأنه يرويه بالجزم، أما مواضعه الأخرى في باقي القرآن فمن رواية السوسي. وأدغم الراء المجزومة في اللام من الروايتين وهو الأرجح عنه من رواية الدوري نحو ﴿فاغفر لّنا﴾، ﴿واصبر لّحم ربك﴾ (النشر جـ2 ص13 لأنه طريق أبي الزعراء). والوجه الثاني للدوري هو الإظهار ولكن الإدغام الكامل أرجح.
11) أمال أبو عمرو كل ألف رسمت في المصحف ياء وكان قبلها راء نحو (بشرى) و(اشترى). وله الفتح وجها مقدماً في الأداء في ﴿بشراىَ﴾ بيوسف (19) وهو أرجح من التقليل والإمالة، وكذا في الوقف على ﴿تترا﴾ (بالمؤمنين) (44) فالأرجح فيه الفتح. وأمال كل ألف متطرفة بعدها رأء مكسورة نحو ﴿الدار، القرار﴾. واستثنى أبو عمرو الراء المتطرفة المكسورة من ﴿الجار، جبارين، أنصارى﴾ ففتحها، وقلل كل ألف تأنيث مقصورة على وزن (فعلى) كيف جاءت مفتوحة الفاء أو مضمومة أو مكسورة نحو ﴿تقوى/طوبى/سيماهم﴾. وعدَّ ﴿موسى/عيسى/يحيى﴾ منها وقلل فواصل السور الأحد عشر وهي:[طه والنجم وسأل والقيامة والناوعات وعبس وسبح والشمس والليل والضحى والعلق] أي مما ختمت فيها فواصله بالياء، وأمال الرائي منها مثل ﴿الذكرى﴾، وأمال ﴿التوراة﴾ حيث وقعت، و﴿كافرين/الكافرين﴾ حيث وقعا، و﴿أعمى﴾ في أول موضع في الإسراء وهو ﴿ومن كان في هذه اعمى﴾ (72)، وأمال الهمزة من راى الواقع قبل متحرك نحو ﴿رءا كوكبا﴾، وكذلك لو وقف على ﴿رأى﴾ الذي بعده ساكن نحو ﴿رءا القمر﴾، وامال الراء من ﴿الـر/المر﴾ والهاء من فاتحتي مريم وطه، وقلل الحاء من ﴿حم﴾، وأمال الدوري وحده ﴿الناس﴾ المجرورة حيث وقعت، وقلل ﴿يا ويلتي ، يا حسرتي، أنىَّ﴾ الاستفهامية، والراجح من طريقه الفتح في ﴿يا أسفى﴾ وأمال السوسي وحدهُ الراء الواقعة قبل ساكن في الوصل نحو ﴿القرى التي، لذكرى الدار﴾ وهو الراجح من طريقه، وله في نحو ﴿نرى الله﴾ تفخيم لام الجلالة وترقيقها والتفخيم مقدم من طريقه في التيسير (أنظر النشر جـ2 ص40، 53، 54، 77، 80، 116).
12) وقف أبو عمرو على كل تاء تأنيث رسمت بالتاء نحو ﴿كلمت ربك، وثمرتٍ﴾ بالهاء فيها. ويجوز الوقف على ﴿كأين﴾ بالياء، وكذا يجوز الوقف بالكاف على ويك من ﴿ويكأن، ويكأنه﴾ بالقصص، وهذا على سبيل الاختبار أو الاضطرار. والراجح الوقف على الكلمة بأسرها (النشر جـ2 ص152) وكذا الوقف على (ما) وعلى (اللام) في مواضع ﴿مال﴾ الأربعة ﴿مال هؤلاء/ مال هذا الكتاب/مال هذا الرسول/فمال الذين كفروا﴾ ويقف بالألف على ﴿أيه﴾ بالنور (31) والزخرف (49) والرحمن (31).
13) فتح أبو عمرو ياء المتكلم الواقعة قبل همزة القطع المفتوحة واستثنى ﴿فاذكروني أذكركم﴾ البقرة (153) ﴿أرني أنظر﴾ (العراف 143)﴿تفتني ألا﴾ (التوبة49) ﴿فطرني ألا﴾ (هود51) ﴿ترحمني أكن﴾ (47) ﴿ليحزنني أن﴾(يوسف13) ﴿سبيلي أدعو﴾ (يوسف108) ﴿فاتبعني أهدك﴾ (مريم43) ﴿حشرتني أعمى﴾(طه 125) ﴿أوزعني أن﴾ (النمل 19/الأحقاف15) ﴿ليبلوني ءأشكر﴾ (النمل 40) ﴿تأمرني أعبد﴾ (الزمر64) ﴿ذروني أقتل/ادعوني أستجب﴾ (غافر26، 60) ﴿تعدانني أن﴾ (الأحقاف 17) فقرأها بالإسكان. وفتح ياء المتكلم الواقعة همزة القطع المكسورة واستثنى مواضع هي ﴿أنصاري إلى﴾ (آل عمران 53/الصف14) ﴿أنظرني إلى﴾ (العراف 14/الحجر 36/ص79) ﴿يدعونني إليه/ إخواني إن﴾ (يوسف33، 100) ﴿بناتي إن﴾ (الحجر7) ﴿ستجدني إن﴾ (الكهف 69، والقصص27 والصافات102) ﴿بعبادي إنكم﴾ (الشعراء52) ﴿ردءا يصدقني إني﴾ (القصص34) ﴿لعنتي إلى﴾ (ص78) ﴿تدعونني إلى﴾ و﴿تدعونني إليه﴾ (غافر41، 43) ﴿ذريتي إني﴾ (الحقاف15) ﴿رسلي إن﴾ (المجادلة21) ﴿أخرتني إلى﴾ (المنافقون10) وفتح ياء ﴿عهديَ الظالمين﴾ (البقرة 124) وياء ﴿أخيَ اشدد/لنفسيَ اذهب/ذكريَ اذهبا) (طه30، 41، 42) ﴿إني اصطفيتك﴾ (العراف144) ﴿يا ليتنيَ اتخذت/قوميَ اتخذوا﴾ (الفرقان27، 30). و﴿من بَعدِيَ اسمه﴾ (الصف6). وأسكن أبو عمرو الياء من ﴿عبادِي الذين﴾ (العنكبوت56) و﴿يا عبادِي الذين أسرفوا﴾ (الزمر53). و﴿بيتي للطائفين﴾ بالبقرة (125) والحج (26) وكذا ﴿وجهي لله﴾ في آل عمران (20) ﴿وجهي للذي﴾ (النعام79) ﴿بيتي مؤمنا﴾ (نوح28) و﴿لي فيها مآرب﴾ (طه 18) ﴿مالي لا أرى﴾ (النمل20) ﴿لي نعجة/ما كان لي من علم﴾ (ص23، 69) ﴿ما كان لي عليكم﴾ (إبراهيم22) ﴿لي دين﴾ (الكافرون6).
كما أسكن ﴿معي﴾ حيث وقعت ما لم تأت قبل همز قطع مفتوح نحو ﴿معي أبدا/معي أو رحمنا﴾ ففتحها. وأثبت الياء وصلاً ووقفا في ياء ﴿عبادي لا خوف﴾ (الزخرف68) وما ذكره الداني من إثبات الياء مفتوحة وصلاً وساكنة وقفاً من ﴿فبشر عباد بالزمر (17) عن السوسي وتبعه الشاطبي فخروج عن طريق التيسير فليس للدوري ولا للسوسي فيه سوى حذف الياء وصلاً ووقفاً (النشر جـ (2) ص189).
وقد ذكر الداني في المفردات ص132 قاعدة لأبي عمرو في ياء المتكلم الواقعة قبل همز القطع وهي أنه يسكن ما كان على خمسة أحرف فما فوقها، ويفتح ما كان على أربعة أحرف فما دونها واستثنى من هذه القاعدة ثلاثة في سورة هود هي: ﴿وما توفيقيَ إلا بالله﴾ (88)، ﴿شقاقِيَ إن﴾ (89)، ﴿أرهطيَ أعز﴾ (92) وثلاثة في سورة يوسف ﴿أرانيَ أعصر﴾ (36)، ﴿أرانيَ أحمل﴾ (36)، ﴿ءابائيَ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق﴾ (38)، وواحدة في الحجر هي ﴿عباديَ إني﴾ (49) وواحدة في نوح وهي ﴿دعائيَ إلا﴾ (6) ففتح الياءات الثمانية واستثنى من القاعدة أيضاً ﴿ورسلي إن﴾ بالمجادلة فأسكنها خلاف القاعدة فتكون المستثنيات تسعاً.
15) قرأ أبو عمرو باثبات ياءات الزوائد وصلاً وحذفها وقفاً من: ﴿الداعي إذا دعان﴾ بالبقرة (186) ﴿واتقوني يا أولي﴾ بالبقرة(197) ﴿ومن اتبعني وقل/وخافوني إن كنتم﴾ (بآل عمران20، 175) ﴿واخشوني ولا﴾ (بالمائدة44). ﴿وقد هدان﴾ (الأنعام80) و﴿كيدون﴾ بالأعراف (195) و﴿تسألن/تخزون/ويوم يات﴾ (هود46، 78، 105) و﴿تؤتون﴾ بيوسف (166) و﴿أشركتمون/دعاء﴾ بإبراهيم (40، 22) و﴿أخرتني إلى/المهتد﴾ (بالإسراء62، 97) و﴿المهتد/أن يهديني/إن ترن/أن يؤتين/نبغ/أن تعلمن﴾ بالكهف (17، 24، 39، 40، 64، 66) وكذا ﴿ألا تتبعن﴾ (طه93) ﴿الباد﴾ (الحج25) ﴿أتمدونن﴾ (النمل36) ﴿كالجواب﴾ (سبأ13) و﴿اتبعوني أهدكم﴾ (بغافر38) ﴿الجوار﴾ (الشورى32) و﴿اتبعوني هذا﴾ (الزخرف61) ﴿المناد﴾ (ق41) ﴿الداع إلى/إلي الداع﴾ (القمر6،8) و﴿يسر﴾ (الفجر4) والحذف هو الراجح في ﴿أكرمن/أهانن﴾ بالفجر (15، 16) (النشر جـ(2) ص191) .
* * *
- تعريف بالقرآء العشرة: علي محمد توفيق النحاس.
- كتاب التيسير: أبو عمرو الداني في القراءات السبع.
- كتاب تحبير التيسير: الإمام ابن الجزري في القراءات العشر.
- النشر في القراءات العشر: الإمام ابن الجزري.