الثاني: الصفات التي لا ضد لها
الصفات التي لا ضد لها سبع هي: الصفير والقلقلة واللين والانحراف والتكوير والتفشي والاستطالة. وهاك تفصيلها:
1- الصفير:
الصفير في اللغة: حدة الصوت.
الصفير في الاصطلاح: صوت زائد يشبه صوت الطائر يخرج من بين الشفتين عند النطق بحروفه الثلاثة وهي: الصاد والزاي والسين.
فصفير الصاد يشبه صوت الإوز، وصفير الزاي يشبه صوت النحل، وصفير السين يشبه صوت الجراد.
والصفير يكون في وسط الكلمة وفي آخرها وصلاً ووقفاً. ويكون في الساكن والمتحرك غير أنه في الساكن والمشدد أظهر كما في قوله [فَاصْبِرْ] [فَاسْتَقِمْ] [مُزْدَجَرٌ].
فعند نطقنا للكلمات أعلاه نجد صوتاً يخرج من بين الشفتين مع الصاد والسين والزاي.
فالصاد أقواها في الصفير لاستعلائه والزاي ثانيها لجهره والسين ثالثها لهمسه.
2- القلقلة:
القلقلة في اللغة: الصياح والتحريك والاضطراب.
القلقلة في الاصطلاح: اضطراب اللسان عند النطق بالحرف ساكناً حتى يسمع له نبرة قوية.
حروفها خمسة مجموعة في قولك (قطب جد) وهي القاف والطاء والباء والجيم والدال.
أسبابها: إن جميع حروفها مجهورة وشديدة. فالجهر يمنع جريان النفس والشدة تمنع جريان الصوت. فلما امتنع جريان النفس والصوت احتيج إلى التكلف في بيان إخراجها شبيهة بالمتحرك وهي أقرب إلى الفتحة.
والقلقلة توجد في وسط الكلمة وفي آخرها وصلاً ووقفاً. وتكون في الساكن والمتحرك إلا أنها لا تظهر في المتحرك، وذلك لأنها صفة لازمة سببها الجهر والشدة وهما موجودتان في الساكن والمتحرك.
أمثلتها: (يقبل، فواق، الحق) و(يطبع، محيط)، (أيدنا، مشهود، مدّ) (مبلسون، الثاقب، وتبَّ) و(تجري، مريج، الحجّ).
ومن خلال المتابعة للأمثلة السابقة نجد أن القلقة فيها جاءت في وسط الكلمة وفي آخرها جاءت مع الساكن والمشدد في جميع حروف القلقلة إلا الطاء فليس في القرآن طاء مشدة في آخر الكلمة.
ومن خلال قراءتنا للأمثلة وجدنا القلقلة في وسط الكلمة خفيفة وفي آخر الكلمة قوية لذلك انقسمت القلقلة إلى قسمين:
1- قلقلة صغرى: وهي ما كانت على حرف ساكن من حروف القلقلة في وسط الكلمة أو في آخرها وصلاً.
2- قلقلة كبرى: وهي ما كانت على حرف ساكن أو مشدد من حروف القلقلة في آخر الكلمة وقفاً.
غير أن المتابع للأمثلة يجد أن هناك فرقاً بين القلقلة الكبرى في الحرف الساكن وبينها في الحرف المشدد ولذلك انقسمت القلقلة الكبرى إلى قسمين:
1- قلقلة شديدة: وهي ما كانت على حرف ساكن من حروف القلقلة عند الوقف.
2- قلقلة أشد: وهي ما كانت على حرف مشدد من حروف القلقلة عند الوقف.
وللتفاوت بين حروف القلقلة من حيث الإطباق والاستعلاء والاستفال فإننا نقسمها إلى ثلاث مراتب من حيث القوة:
1- أقواها: الطاء لأنه حرف استعلاء وإطباق تقلقل بمراتبها السابقة مع التفخيم.
2- أوسطها: القاف لأنه حرف استعلاء فقط يقلقل بمراتبها السابقة مع التفخيم.
3- أدناها: الباء والجيم والدال لأنها حروف استفال تقلقل بمراتبها السابقة مع الترقيق.
3- اللين:
اللين في اللغة: السهولة.
اللين في الاصطلاح: خروج الحرف من مخرجه بيسر من غير كلفة على اللسان.
حروفه: له حرفان هما الواو الساكنة المفتوحة ما قبلها والياء الساكنة المفتوحة ما قبلها وهذا لين فقط أما إذا كانت حروف المد مجانسة لما قبلها بالحركة فهي مد ولين كما في قوله [قُرَيْشٍ] [خَوْفٍ]، واللين يكون أثناء الكلمة إذا جاء بعد الوصل أيضاً لكنه لا يمد.
4- الانحراف:
الانحراف في اللغة: الميل والعدول.
الانحراف اصطلاحاً: ميل الحرف بعد خروجه حتى يتصل بمخرج غيره.
حروفه: له حرفان «اللام والراء».
فاللام تنحرف بعد خروجها من مخرجها إلى طرف اللسان إلى مخرج النون ولذلك يقرأها الألتغ نوناً.
والراء تنحرف بعد خروجها من مخرجها إلى ظهر اللسان إلى جهة اللام ولذلك يقرأها الألتغ لاماً.
وينبغي عدم المبالغة في الانحراف حتى لا تصبح اللام نوناً ولا الراء لاماً، والانحراف حتى لا تصبح اللام نوناً ولا الراء لاماً، والانحراف يكون في وسط الكلمة وفي آخرها وصلاً ووقفاً. كما يكون في الساكن والمتحرك.
5- التكرار:
التكرار في اللغة: إعادة الشيء مرة أو أكثر.
التكرار في الاصطلاح: ارتعاد طرف اللسان عند النطق بالحرف ساكناً أو مشدداً وله حرف واحد هو الراء.
ووصفت الراء بالتكرار لأنها قابلة له وليس المقصود الإتيان به، ويكون التكرار في وسط الكلمة وفي آخرها وصلاً ووقفاً، ولا يكون إلا في الراء المشددة والساكنة، فإن هذه الصفة تعرف لتجتنب فإن لم نجتنبها في الراء المشددة كانت راءات وإن لم نتجنبها في الراء الساكنة كانت راءين أو أكثر.
وللتخلص من التكرار في الراء نثبت طرف اللسان في أصول الثنايا العليا لمنع الارتعاد الذي ينشأ عنه التكرار.
6- التفشي:
التفشي لغة: الانتشار والاتساع.
التفشي اصطلاحاً: انتشار الهواء في الفم عند النطق بالحرف.
له حرف واحد وهو الشين، كما في قوله [مَّْشرَبَهُمْ]، [عَشْرَةَ]. فإنك تلاحظ عند النطق بالشين الساكنة في (مشربهم وعشرة) تجد الهواء ينتشر في الفم.
ويكون التفشي في الشين وسط الكلمة وفي آخرها وصلاً ووقفاً، ويكون في الساكن والمتحرك إلا أنه في الساكن أظهر.
الصفات الضعيفة:
الهمس: حثه شخص فسكت.
الرخاوة: بقية الحروف بعد إزالة حروف الشدة والتوسط.
الاستفال: بثت عسر من يجوّر حرفه سل إذا شطا.
الانفتاح: بقية الحروف بعد إزالة حروف الاطباق.
اللين: وْ- ىْ الساكنتين ما قبلهما.
الصفات المتوسطة:
الاصمات: بعد إزالة فر من لب.
الاذلاق: فر من لب.
التوسط: لن عمر.
* أهم المصادر والمراجع:
- بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن: الشيخ محمد شحادة الغول.
- كيف تقرأ القرآن: د. يحيى الغوثاني.