للاستفهام، قيل: ولا يكون المستفهم إلّا فيما لا ظنّ له فيه ألبتة؛ بخلاف الهمزة، فإنّه لا بدّ أن يكون معه إثبات. فإذا قلت: «أعندك زيد»؟ فقد هجس في نفسك أنّه عنده، فأردت أن تستثبته، بخلاف «هل». حكاه ابن الدّهان.
وقد سبق فروق في الكلام على معنى الاستفهام.
وقد تأتي بمعنى «قد»؛ كقوله تعالى:﴿وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى﴾[طه:9]، ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾[الغاشية:1]، ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ﴾[الإنسان:1].
وذكر بعضهم أن «هل» تأتي للتقدير والإثبات، كقوله تعالى: ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ﴾[الفجر:5]، أي: في ذلك قسم. وكذا قوله: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ﴾، على القول بأن المراد آدم، فإنّه توبيخ لمن ادّعى ذلك.
وتأتي بمعنى «ما»، كقوله: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ﴾ [البقرة:210].
وبمعنى «ألا»، كقوله: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا﴾ [الكهف:103].
وبمعنى الأمر، نحو: ﴿فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة:91].
وبمعنى السؤال: ﴿هَلْ مِن مَّزِيدٍ﴾ [ق:30].
وبمعنى التمنّي: ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر:5].
وبمعنى: «أدعوك»، نحو: ﴿هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى﴾ [النازعات:18]، فالجار والمجرور متعلّق به.
* أهم المصادر والمراجع:
- معجم الأدوات النحوية في القرآن: راجي الأسمر.
- الإتقان في علوم القرآن: الإمام السيوطي.
- حجة القراءات: ابن زنجلة.
- معجم لسان العرب: ابن منظور.