للاستعلاء حقيقة، نحو ﴿وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾؛ أو مجازاً، نحو: ﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ﴾ [الشعراء:14]، ﴿فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [البقرة:253].
وأمّا قوله: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ [الفرقان:58]، فهي بمعنى الإضافة والإسناد، أي: أضفت توكّلي وأسندته إلى الله تعالى؛ لا إلى الاستعلاء؛ فإنّها لا تفيده ها هنا.
وللمصاحبة، كقوله: ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ﴾ [البقرة:177]، ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ﴾ [الرعد:6].
وتأتي للتعليل، نحو: ﴿لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [الحج:37] أي: لهدايته إياكم.
قال بعضهم: وإذا ذكرت النعمة في الغالب مع الحمد لم تقترن بـ «على»، نحو: ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ﴾ [الأنعام:1]، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [فاطر:1]، وإذا أريدت النعمة أتى بـ«على»، ففي الحديث: «كان إذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال». ثم أورد هذه الآية.
وتجيء للظرفية، نحو: ﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا﴾ [القصص:15]. ونحو: ﴿وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ [البقرة:102]، أي: في ملك سليمان، أو في زمن سليمان، أي: زمن ملكه.
ويحتمل أن «تتلوا» ضمن معنى «تقول»، فتكون بمنزلة ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا﴾ [الحاقة:44].
وبمعنى «من»، كقوله تعالى: ﴿اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ﴾ [المطففين:2]. وحمل عليه قوله: ﴿مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ﴾ [المائدة:107]، أي: منهم. وقوله: ﴿كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا﴾ [مريم:71] أي: كان الورود حتماً مقضياً من ربك. وبمعنى عند، نحو: ﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ﴾ [الشعراء:14]، أي: عندي.
والباء، نحو: ﴿حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ﴾ [الأعراف:105] وفي قراءة أبيّ رضي الله عنه: بالباء.
تنبيه
حيث وردت في حق الله تعالى؛ فإن كانت في جانب الفضل كان معناه الوقوع وتأكيده، كقوله: ﴿فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾ [الرعد:40].
وقوله: ﴿فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾ [الغاشية:26].
* * *
* أهم المصادر والمراجع:
- معجم الأدوات النحوية في القرآن: راجي الأسمر.
- الإتقان في علوم القرآن: الإمام السيوطي.
- حجة القراءات: ابن زنجلة.
- معجم لسان العرب: ابن منظور.