هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في مطلع سورة القمر, وهي سورة مكية,
يدور محورها حول قضية الإيمان بوحي السماء الذي أنزله ربنا( تبارك وتعالي) علي
فترة من الرسل, وأتمه وأكمله, وحفظه في الوحي الخاتم المنزل علي الرسول
الخاتم( صلي الله عليه وسلم); ولذلك تحمل السورة علي المكذبين ببعثته
الشريفة, وبالآيات التي أيده الله( تعالي) بها, وفي مقدمتها القرآن
الكريم, وذلك انطلاقا من غرورهم, وكبرهم, وغطرستهم, وصلفهم, وتتوعدهم
الآيات بالشقاء في الدنيا وبالمصير المخزي في الآخرة كما حدث مع الذين كذبوا
بالرسالات السابقة.
وتطالب سورة القمر رسول الله( صلي الله عليه وسلم) بالإعراض عن هؤلاء
الكافرين, وإمهالهم إلي يوم البعث العظيم, يوم يخرجون من قبورهم كأنهم جراد
منتشر... وهو يوم الفزع الأكبر, والهول الأكبر الذي نسأل الله( تعالي) أن
يجيرنا من فزعه وأهواله... اللهم آمين.
وقد ابتدأت سورة القمر بالتحذير من اقتراب وقت الساعة, ومن الثابت عن رسول
الله( صلي الله عليه وسلم) قوله الشريف: بعثت أنا والساعة هكذا وأشار
بإصبعيه السبابة والوسطي.
ثم تابعت السورة بذكر تلك المعجزة الحسية ـ معجزة انشقاق القمرـ التي أجراها
ربنا( تبارك وتعالي) تأييدا لخاتم أنبيائه ورسله في مواجهة تكذيب مشركي قريش
لنبوته ولرسالته, وعلي الرغم من وقوع المعجزة ـ التي لم ينكرها أحد منهم ـ فإنهم
بدلا من أن يؤمنوا بها اتهموا رسول الله( صلي الله عليه وسلم) بالسحر, وهم
الذين لم يشهدوا عليه كذبا أبدا, وذلك انطلاقا من كبرهم وعنادهم واتباعهم
لأهوائهم, ولم تزجرهم عن ذلك الأنباء, ولم تغنهم النذر...!!
ومن قبيل تذكير هؤلاء الكافرين بمصائرهم استعرضت سورة القمر مصارع المكذبين في عدد
من الأمم السابقة ومنهم أقوام نوح, وعاد, وثمود, ولوط, وفرعون, مؤكدة أن
كفار قريش لم يكونوا بأقوي ولا بأشد من تلك الأمم السابقة عليهم( والخطاب هنا
يشمل المتجبرين من الكفار والمشركين في زماننا, وفي كل زمان من أمثال الصهاينة
المجرمين وإبادتهم المستمرة لشعب فلسطين, والأمريكان وأعوانهم من المتجبرين علي
شعب أفغانستان وغيره من شعوب العالمين العربي والإسلامي, وكل من الروس,
والهندوس, والبوذيين واستباحتهم لأراضي كل من الشيشان, وكشمير, وأراكان, وجنوب
الفلبين, وغيرهم ممن يستبيح أراضي الصومال, والسودان, وسبتة ومليلية والجزر
المحيطة بهما, أو يقوم بمحاصرة العديد من الدول المسلمة مثل العراق, وليبيا,
والسودان).
وفي نهاية كل خبر من أخبار الأمم البائدة تدعو السورة الكريمة كفار قريش ـ كما
تدعو الكفار والمشركين في زماننا وفي كل زمان ومكانـ إلي الاعتبار والتذكر وذلك
بقول الحق( تبارك وتعالي):
ولقد تركناها آية فهل من مدكر؟
(القمر:15).
أو بقوله( عز من قائل): فكيف كان عذابي ونذر( القمر:30,21,16).
وقد تكررت هذه الآية الكريمة ثلاث مرات في سياق السورة.
وبين كل خبر من أخبار تلك الأمم الهالكة والذي يليه تنبه سورة القمر إلي حقيقة أن
القرآن الكريم ميسر لكل من يطلبه, ويطلب العظة والاعتبار منه, ولذلك تكرر في
ثنايا هذه السورة المباركة أربع مرات قول الحق( تبارك وتعالي): ولقد يسرنا
القرآن للذكر فهل من مدكر( القمر:40,32,22,17).
وبعد هذا الاستعراض التاريخي المعجز عاودت سورة القمر توجيه الحديث إلي كفار قريش
ـ كما توجهه إلي كفار اليوم وإلي كفار كل يوم حتي قيام الساعةـ محذرة إياهم من
مصير كمصائر المكذبين السابقين أو أشد وأنكي, في الدنيا قبل الآخرة, ومذكرة
إياهم بمواقف الذل والمهانة التي سوف يتعرضون لها في الآخرة, وفي ذلك يقول
الحق( تبارك وتعالي):
أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر, أم يقولون نحن جميع منتصر,
سيهزم الجمع ويولون الدبر, بل الساعة موعدهم والساعة أدهي وأمر, إن المجرمين
في ضلال وسعر, يوم يسحبون في النار علي وجوههم ذوقوا مس سقر( القمر:43
ـ48).
وبعد تأكيد أن الله( تعالي) هو خالق كل شيء بتقدير دقيق, وحكمة بالغة, وأن
أمره سبحانه( واحدة كلمح بالبصر), وأن الاعتبار بهلاك الأمم البائدة من صميم
التعقل ومن حسن الاستفادة بدروس التاريخ, وأن كل ما فعلته تلك الأمم, ويفعله
غيرهم من الخلق مدون, ومسطر, ومسجل عليهم, وأنهم سوف يواجهون به, ويحاسبون
عليه يوم القيامة.
بعد استعراض ذلك كله ختمت سورة القمر ببيان منازل التكريم التي أعدت للمتقين من
عباد الله الصالحين والتي ختمها الحق( تبارك وتعالي) بقوله( عز من قائل):
(إن المتقين في جنات ونهر, في مقعد صدق عند مليك مقتدر)( القمر:55,54).
وجوانب الإعجاز في سورة القمر تشمل إثبات حقيقة انشقاق القمر, ومواقف كفار قريش
منها, ووصف خروج الناس من قبورهم كأنهم جراد منتشر, وتشمل الإعجاز التاريخي
بذكر عدد من الأمم السابقة, وذكر مواقفهم من أنبيائهم ورسلهم, ومن وحي الله(
تعالي) إليهم, وذكر ما أصابهم من مختلف صور العذاب جزاء استكبارهم وصلفهم,
وإنكار رسالة السماء إليهم, ثم جاءت الكشوف العلمية والأثرية في القرن العشرين
مؤكدة صدق كل ما جاء في هذه السورة المباركة, وفي غيرها من سور القرآن الكريم عن
تلك الأمم البائدة.
وسوف يتم التركيز هنا علي قضية انشقاق القمر, وهي معجزة خارقة, لا يكاد العقل
البشري أن يتصورها, ولكن من رحمة الله بنا أن أبقي لنا في صخور القمر من الشواهد
الحسية ما يؤكد وقوعها...!! وأعان الإنسان علي الوصول إلي تلك الشواهد حتي تقوم
الحجة البالغة علي الناس في عصر العلم والتقنية الذي نعيشه بأن القرآن الكريم هو
كلام الله الخالق, وأن النبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقاه كان موصولا
بالوحي, ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض, وقبل الحديث عن معجزة انشقاق
القمر لابد من استعراض لأقوال عدد من المفسرين في شرح هذه الآية القرآنية
الكريمة.
من أقوال المفسرين
في تفسير قوله تعالي: اقتربت الساعة وانشق القمر( القمر:1).
* ذكر ابن كثير( يرحمه الله) ما نصه: يخبر تعالي عن اقتراب
الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها, كما قال تعالي:( أتي أمر الله فلا
تستعجلوه), وقال:( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون), وقد وردت
الأحاديث بذلك... وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أن انشقاق القمر قد وقع في
زمان النبي( صلي الله عليه وسلم), وأنه كان إحدي المعجزات الباهرات.
* وجاء في تفسير الجلالين( رحم الله كاتبيه برحمته الواسعة) ما نصه:(
اقتربت الساعة) قربت القيامة( وانشق القمر) انفلق فلقتين علي جبلي أبي قبيس
وقعيقعان, آية له صلي الله عليه وسلم, وقد سئلها[ أي: سأله أهل مكة أن
يريهم آية فأراهم انشقاق القمر] فقال:( اشهدوا) رواه الشيخان.
* وذكر صاحب الظلال( رحمه الله رحمة واسعة) ما نصه: مطلع باهر مثير, علي
حادث كوني كبير, وإرهاص بحادث أكبر, لا يقاس إليه ذلك الحدث الكوني الكبير:
اقتربت الساعة وانشق القمر فياله من إرهاص! وياله من خبر, ولقد رأوا الحدث
الأول فلم يبق إلا أن ينتظروا الحدث الأكبر; والروايات عن انشقاق القمر ورؤية
العرب له في حالة انشقاقه أخبار متواترة, تتفق كلها في إثبات وقوع الحادث....
وبعد استعراض لعدد من الروايات أضاف صاحب الظلال( يرحمه الله): فهذه روايات
متواترة من طرق شتي عن وقوع هذا الحادث, وتحديد مكانه في مكة ـ باستثناء رواية
لم نذكرها عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه, أنه كان في منيـ وتحديد زمانه في
عهد النبي( صلي الله عليه وسلم) قبل الهجرة, وتحديد هيئته ـ في معظم
الروايات أنه انشق فلقتين, وفي رواية واحدة أنه كسف( أي خسف).. فالحادث ثابت
من هذه الروايات المتواترة المحددة للمكان والزمان والهيئة.
وهو حادث واجه به القرآن المشركين في حينه, ولم يرو عنهم تكذيب لوقوعه, فلابد
أن يكون قد وقع فعلا بصورة يتعذر معها التكذيب, ولو علي سبيل المراء الذي كانوا
يمارونه في الآيات, لو وجدوا منفذا للتكذيب. وكل ما روي عنهم أنهم قالوا:
سحرنا! ولكنهم هم أنفسهم اختبروا الأمر, فعرفوا أنه ليس بسحر; فلئن كان قد
سحرهم فإنه لا يسحر المسافرين خارج مكة الذين رأوا الحادث وشهدوا به حين سئلوا
عنه.
وأضاف( يرحمه الله): بقيت لنا كلمة في الرواية التي تقول: إن المشركين سألوا
النبي( صلي الله عليه وسلم) آية, فانشق القمر. فإن هذه الرواية تصطدم مع
مفهوم نص قرآني مدلوله أن الرسول( صلي الله عليه وسلم) لم يرسل بخوارق من نوع
الخوارق التي جاءت مع الرسل قبله, لسبب معين: وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا
أن كذب بها الأولون... فمفهوم هذه الآية أن حكمة الله اقتضت منع الآيات ـ أي
الخوارق ـ لما كان من تكذيب الأولين بها... فالقول بأن انشقاق القمر كان استجابة
لطلب المشركين آية ـ أي خارقةـ يبدو بعيدا عن مفهوم النصوص القرآنية, وعن اتجاه
هذه الرسالة الأخيرة إلي مخاطبة القلب البشري بالقرآن وحده, وما فيه من إعجاز
ظاهر, ثم توجيه هذا القلب ـ عن طريق القرآن ـ إلي آيات الله القائمة في الأنفس
والآفاق, وفي أحداث التاريخ سواء... فأما ما وقع فعلا للرسول( صلي الله عليه
وسلم) من خوارق شهدت بها روايات صحيحة فكان إكراما من الله لعبده, لا دليلا
لإثبات رسالته... ومن ثم نثبت الحادث ـ حادث انشقاق القمر ـ بالنص القرآني
وبالروايات المتواترة التي تحدد مكان الحادث وزمانه وهيئته, ونتوقف في تعليله
الذي ذكرته بعض الروايات, ونكتفي بإشارة القرآن إليه مع الإشارة إلي اقتراب
الساعة, باعتبار هذه الإشارة لمسة للقلب البشري ليستيقظ ويستجيب....
* وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن( رحم الله كاتبه رحمة واسعة) ما
نصه:( اقتربت الساعة) قربت القيامة جدا.( وانشق القمر) وانفلق فلقتين
معجزة له صلي الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة بنحو خمس سنين, حين سأله أهل
مكة أن يريهم آية تدل علي صدقه, فأراهم القمر فلقتين حتي رأوا جبل حراء
بينهما, فقال صلي الله عليه وسلم: اشهدوا!! وقد رآه كثير من الناس;
والأحاديث الصحيحة في هذه المعجزة كثيرة. وقيل: اقتربت الساعة, فإذا جاءت
انشق القمر بعد النفخة الثانية.
* وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم( جزاهم الله خيرا) ما نصه:
دنت القيامة وسينشق القمر لا محالة.
* وجاء في صفوة التفاسير( جزي الله كاتبها خيرا) ما نصه:... أي دنت
القيامة وقد انشق القمر.
واقعة انشقاق القمر في التراث الإسلامي
رويت واقعة انشقاق القمر عن طريق عدد كبير من صحابة رسول الله( صلي الله عليه
وسلم) منهم عبدالله بن مسعود, وعبدالله بن عباس, وعبدالله بن عمر, وأنس بن
مالك, وجبير بن مطعم وغيرهم( رضي الله تبارك وتعالي عنا وعنهم أجمعين).
* فقد روي الإمام البخاري في صحيحه وأخرج الإمام أحمد في مسنده, وروي كل من
الإمامين أبي داود والبيهقي عن عبدالله بن مسعود( رضي الله عنه) قوله: انشق
القمر علي عهد رسول الله( صلي الله عليه وسلم) فقالت قريش: هذا سحر بن أبي
كبشة, قال: فقالوا: انظروا ما يأتيكم به السفار, فإن محمدا لا يستطيع أن
يسحر الناس كلهم, قال: فجاء السفار فقالوا ذلك. وفي لفظ انظروا السفار,
فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق, وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو سحر سحركم
به, قال: فسئل السفار, قال: وقدموا من كل جهة, فقالوا: رأينا, فأنزل
الله عز وجل:( اقتربت الساعة وانشق القمر). وروي عنه أيضا قوله: انشق القمر
علي عهد رسول الله( صلي الله عليه وسلم) فرقتين: فرقة فوق الجبل, وفرقة
دونه, فقال رسول الله( صلي الله عليه وسلم): اشهدوا.
* كذلك روي كل من الإمامين البخاري وأحمد عن أنس بن مالك( رضي الله عنه) أنه
قال: إن أهل مكة سألوا رسول الله( صلي الله عليه وسلم) أن يريهم آية,
فأراهم انشقاق القمر.
* وروي الإمام البيهقي, كما أخرج كل من الأئمة البخاري ومسلم والترمذي(
جزاهم الله خيرا) عن عبدالله بن عمر( رضي الله عنهما) قوله:... وقد كان
ذلك علي عهد رسول الله( صلي الله عليه وسلم), انشق فلقتين, فلقة من دون
الجبل, وفلقة من خلف الجبل, فقال النبي( صلي الله عليه وسلم): اللهم
اشهد.
* وروي كل من الإمامين البخاري ومسلم( رحمهما الله) عن عبدالله بن عباس(
رضي الله عنهما) قوله: انشق القمر في زمان النبي( صلي الله عليه وسلم).
كذلك روي ابن جرير عن ابن عباس قوله:... قد مضي ذلك, كان قبل الهجرة, انشق
القمر حتي رأوا شقيه.
* وروي الإمام أحمد عن جبير بن مطعم( رضي الله عنه) قوله: انشق القمر علي
عهد رسول الله( صلي الله عليه وسلم) فصار فرقتين فرقة علي هذا الجبل, وفرقة
علي هذا الجبل, فقالوا: سحرنا محمد, وقال غيرهم: إن كان سحرنا فإنه لا
يستطيع أن يسحر الناس كلهم.
* وروي الإمام ليث عن مجاهد( رضي الله عنه) قوله: انشق القمر علي عهد رسول
الله( صلي الله عليه وسلم) فصار فرقتين, فقال النبي( صلي الله عليه
وسلم) لأبي بكر( رضي الله عنه): اشهد يا أبا بكر, فقال الكافرون: سحر
القمر حتي انشق.
* وفي إحدي المخطوطات الهندية القديمة والمحفوظة في مكتبة المركز الهندي بمدينة
لندن( تحت رقم152/2807 ـ173) ذكر المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ الدكتور
محمد حميد الله في كتابه المعنون محمد رسول الله أن أحد ملوك ماليبار( وهي إحدي
مقاطعات جنوب غربي الهند) وكان اسمه شاكرواتي فارماس(ChakarawatiFarmas) شاهد انشقاق
القمر علي عهد رسول الله( صلي الله عليه وسلم) وأخذ يحدث الناس بذلك.
وحدث أن مر عدد من التجار المسلمين بولاية ماليبار, وهم في طريقهم إلي الصين,
وسمعوا حديث الملك شاكرواتي فارماس عن انشقاق القمر فأخبروه أنهم أيضا قد رأوا
ذلك, وأفهموه أن انشقاق القمر معجزة أجراها ربنا( تبارك وتعالي) تأييدا
لخاتم أنبيائه ورسله( صلي الله عليه وسلم) في مواجهة تكذيب مشركي قريش لنبوته
ولرسالته. فأمر الملك بتنصيب ابنه وولي عهده قائما بأعمال مملكة ماليبار وتوجه
إلي الجزيرة العربية لمقابلة المصطفي( صلي الله عليه وسلم). وبالفعل وصل الملك
الماليباري إلي مكة المكرمة وأعلن إسلامه أمام رسول الله( صلي الله عليه
وسلم), وتعلم ركائز الدين الأساسية, وأفل راجعا, ولكن شاءت إرادة الله(
تعالي) أن ينتهي أجله قبل مغادرته أرض الجزيرة العربية فمات ودفن في أرض ظفار,
وحين وصل الخبر إلي ماليبار كان ذلك حافزا لدخول أهلها الإسلام زرافات ووحدانا.
شاهد من عصرنا علي انشقاق القمر
يتبع....